Tuesday, February 17, 2009

ما ادركته من الصالون الثقافي لهذا العام

بسم الله الرحمن الرحيم

اعزائي قراء المدونه,اليوم بأذن الله سأتحدث عن بعض النقاط المتعلقه بمشروع النهضه(اللي بندعي ربنا كلنا نبقي من المشاركين فيه) في ضوء ما تحدث به الدكتور زويل واخرون في الصالون الثقافي بدار الاوبرا بالاسكندريه. ومن المهم ان تعلم ان ذلك الصالون الثقافي يقام كل عام في السادس عشر من شهر فبراير وهو من التواريخ الثقافيه الهامه كمعرض الكتاب الدولي بالقاهره والذي يقام سنويا ايضا في الحادي والعشرين من شهر يناير من كل عام.


لم يمككني القدر من الاستماع الي الحلقه من بدايتها,ولكن ما سمعته بالفعل يدور في اطار موضوع النهضه وكانت البدايه لسماعي ما قاله د.يــس وهو استشاري بمركز الاهرام " انه لا يمكن تحقيق نهضه في مجتمع يسوده الخرافات وبأسم الدين". والنقطه دي مهمه جدا اذ لابد من نشر وعي وثقافه صحيحه من البدايه حتي يستوعب الكل ابعاد النهضه ويدرك اهميتها. فحالنا دائما عندما نريد الاصلاح ان نقوم بعمليه ترميم لاصول واهيه,والاصح هو هدم تلك الاصول الواهيه من البدايه والبدء في تنفيذ بدايه جديده علميه وثقافيه جاده تكون ذو تأثير كبير وفعلي لان الاساس قوي ومتين.

واكد ذلك ايضا الدكتور زويل حين قال انه رغم سوء الاوضاع الراهنه امامنا الي اني متفائل,فالطاقه البشريه كامنه في المصريين ولكن نحتاج لتغيير جوهري في الثقافه المصريه. وهو تأكيد لما اشار اليه الدكتور يــس ايضا.

واستطرد الدكتور زويل الحديث بأنه قال عند زيارته لاحد المكتبات العزيزه عليه وسأل اصحاب المكتبه عن اكثر الكتب مبيعا لديهم وجد انها كتب الابراج والتنجيم. وهذا ينم عن ضعف راهن نعم,ولكن ايضا اوروبا في عصورها المظلمه كان حالها اسوأ من ذلك بمراحل. ولذا فان الحل هو ان يتكون مشروع قومي مضيء يلتف حوله المصريون ويشعروا بالفخر والاعتزاز بمشاركتهم فيه.


وكان ايضا مشاركا في اللقاء الشاعر فاروق جويده والذي قال: ان ما يحدث في مصر الان شيء خارج عن السياق المعروف عن مصر ولان السياق لدينا موجود ومعروف,فان العوده للسياق ممكنه. وان ما ضاع منا مقارنه بتاريخ مصر ليس بالكثير ولذا فان النهضه لا تحتاج الا سوي لعزيمه صادقه واراده قويه. وان الخلل ليس في السلطه او دور الدوله فقط, انما الخلل في الشعب المصري كله,واكد ان النخبه المثقفه من المجتمع المصري تتحمل نتيجه ما وصلنا اليه الان. وانا موافق تماما علي رأي جويده اذ ان النخبه المثقفه هي التي يجب ان توعي الشعب وترفع عنه اميته الثقافيه والاجتماعيه والعلميه,فان كانوا وهم المثقفين العارفين العالمين متقاعسين عن اداء واجبهم,فكيف بعموم الشعب ان يكون واعيا مدركا راغبا في حدوث نهضه. ان المثقفين الحقيقين عليهم دور كبير,ولا استثني نفسي منهم,ولا استثنيك منهم,فكل انسان معه قدر من العلم ويري امامه انسان لا يعلم وجاهل بهذا الامر الضروري عليه ان يعلمه ويدله علي الطريق الصحيح حتي لا يحدث لديه اعوجاج فكري يؤدي في النهايه الي تدمير اي محاوله للنهضه بيد ابناء النهضه انفسهم.


اكد ايضا الدكتور زويل ان الامل لا يأتي بالكلام والشعارات. الطاقه المصريه موجوده وكامنه ولكن الفكره في كيفيه وضع هذه الطاقات في المنظومه الصحيحه التي تتناسب وتتفاعل معها هذه الطاقات وتعطي لنا النتيجه المرجوه.

ومما اعجبني ايضا في كلامه تركيز المصريين الكبير علي علماء مصر في الخارج دون الداخل في حين ان مصر مليئه بعلماء داخلها لهم ابحاث عالميه ومنشوره ولكن التركيز الاعلامي عليهم قد يكون ضعيفا. فأن مشكله مصر الاولي ان الرؤيه لديها لمشروع نهضه لابد ان تكون واضحه,وانه لابد من وجود اراده قوميه. وتلك الاراده القوميه لابد ان تغرس في كل ابناء هذا الوطن,ولذا فان كل مصري عليه فرض وواجب ملزوم به بأن يكون من الذين سيكون لديهم شرف غرس الاراده القوميه في اخوانه المصريين وشرف مشاركته في نهضه بلاده.


وفي نهايه الحديث,استوفينا قدرنا من الكلام والتوجيهات,وكل هذا سيكون بلاجدوي مالم تكن هناك ايادي عامله علي تحقيق هذا النهضه,والله المستعان ومنه التوفيق.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعد كتابتي ونشري لهذه التدوينه,قامت صحيفه المصري اليوم بكتابه ملخص الصالون الثقافي من بدايته,وقد وجدت ان الجزء اللي قمت بتغطيته في تدوينتي هذه مماثل الي ما نشر في الجريده,لذا,فاني سأضع هنا الجزء الاول والذي لم اتبعه من الصالون الثقافي فقط وهو المحاضره التي القاها الدكتور زويل,اما الجزء الخاص بالملتقي الفكري فهو ما قمت انا بتدوينه هنا في المدونه...........تم نشر المقال الصحقي في جريده المصري يوم بتاريخ 18-2-2009, ويمكن الاطلاع علي المقال كاملا عبر هذا الرابط

اليكم تلخيص المحاضره:

«نحن نحتاج إلى جهاد جديد فى العالم العربى» بهذه الكلمات دعا الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل عام ١٩٩٩ إلى تحقيق «نهضة فى المنطقة، وقال: «نحن نحتاج لنهضة، ومن يقل غير ذلك يضحك على نفسه، نحن لا نحتاج إلى أسبرين، بل إلى علاج كامل يؤدى إلى نهضة».
وأوضح زويل، فى محاضرته السنوية أمس الأول بصالون الأوبرا الثقافى الذى يديره الكاتب الصحفى أسامة هيكل، أن مقومات تحقيق هذه النهضة تتطلب العمل على الدستور لتحقيق حكم عادل، وتطبيق القانون على الجميع، وتحديث التعليم والبحث العلمى، وتحديث الثقافة مع الحفاظ على الهوية والعقيدة والقيم، مؤكدا أنه «لن يحدث رخاء اقتصادى دون نهضة فى التعليم والبحث العلمى».
وقال زويل، فى محاضرته والتى تحمل عنوان «ثروات الأمم وثروات الفكر»، إن كبرى الشعوب تصنع بمثقفين يقفون فى مقدمة المجتمع، منتقدا استغراق المثقفين العرب فى الماضى وفى الحديث عن الخلافات والأيديولوجيات والتاريخ، محملا هؤلاء مسؤولية عدم التقدم لأنهم ـ حسب قوله ـ «مازالوا يعيشون فى الماضى الملىء بالخلافات والأيديولوجيات القديمة البالية، وهو الأمر الذى لا تحتاجه شعوبنا».
وأضاف زويل، فى المحاضرة التى ألقاها فى المسرح الكبير بدار الأوبرا والذى امتلأ بشخصيات عامة بينهم الفنان محمود ياسين، «مصر اليوم تحتاج إلى صناعة المستقبل بنزاهة الكلمة وشرف المهنة، وبعودة الضمير وعودة الروح تكتمل قوة الفكر، وليس لدى أدنى شك أن مصر قادرة على صناعة المستقبل»، مشيرا إلى أن «عشوائيات الفكر وفساد المال والسلطة وتراجع القيم أمور لن تؤدى إلى نهضة وسنبقى كما نحن»، على حد تعبيره، واستشهد بمقولة أحد العلماء «أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هو أن نصنعه بأنفسنا».
وأشار زويل إلى أن مصر قبل ٥٠ سنة كان لها رؤية حيث كانت تضع البحث العلمى والتعليم تحت مسمى وزارة المعارف، موضحا أن هناك ثلاثة أنواع من القوى تعتمد عليها الدول للنهضة، وهى القوة السياسية وقوة المناخ وقوة العلم. وقال إن «الصين ليس لديها ديمقراطية لكنها نجحت بقوة العلم والبحث العلمى وهذا لا يعنى أن بإمكانها أن تكمل الطريق»، أما الولايات المتحدة «فنجحت بقوة الحكم وحرية الفرد فى الإبداع»، بينما تملك دول الخليج قوة المناخ الذى وفر لديها تربة صالحة لإنتاج البترول.
وأشار العالم المصرى إلى أنه قرأ مؤخرا كتابا باللغة الإنجليزية يتحدث عن الحضارتين الإسلامية والعربية فى الأندلس، ويقول إن أهم مميزاتها كانت الرؤية والعدل فكان القاضى فوق الحاكم والقانون فوق السلطة.
وتعرض زويل خلال محاضرته إلى البحوث العلمية والتطورات التكنولوجية الحالية التى يعمل على تطويرها العلماء حاليا فى الولايات المتحدة، مقدمًا مثالا لبعض الإنجازات العلمية بجامعة «كالتاك»، التى يعمل بها.
وأشار زويل إلى أن الغرب حاليا يبحث عن مسارات جديدة للعلم لم يتم التطرق إليها من قبل لاكتشاف العالم غير المرئى فى الخلايا والذرة.
وقال «إن العلماء فى «كالتاك» يقومون بتطوير ميكروسكوب رباعى الأبعاد قادر على رصد شعرة الإنسان وتكبيرها حوالى مليون مرة لرؤية جزيئات لم تر من قبل، كما يقوم العلماء بتطوير تليسكوب ينتج بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا حجم العدسة به يبلغ ٣٠ مترا بتكلفة تصل إلى مليار دولار.
وأوضح زويل أن هذا التليسكوب قادر على رصد كواكب ومجرات بعيدة جدا سترجع بنا إلى شكل الأرض والكواكب التى حولها قبل ١٠ مليارات سنة ماضية، مشيرا إلى أن الغرب يتطلع لاكتشاف عوالم جديدة ومستعمرات قابلة للاستغلال وموارد طبيعية جديدة يمكن معها الحياة كما هو الحال على كوكب الأرض.
وقال إن العلماء يحاولون أيضا السيطرة على عمليات الإدراك والوعى داخل مخ الإنسان ومحاولة الكشف عن ١٠ مليارات خلية داخله تتفاعل مع بعضها بدقة متناهية وسرعة غير محسوبة، مشيرا إلى أن العلماء يحاولون السيطرة على الخلايا وعلاج المريض منها بأساليب متطورة منها «خدمة توصيل العلاج للخلية».
وعن ثورة الإنترنت، كشف زويل عن ثورة جديدة سيصبح معها الإنترنت بشكله الحالى أسلوبا كلاسيكيا قديما وتسمى «كوانتم إنتانجل نت»، وهو رصد العالم غير المرئى كالجزيئات بسرعات غير متناهية للبحث عبر الإنترنت دون أسلاك وكابلات بحرية أو خطوط اتصالات.
وقال إن هذا الأسلوب الحديث «الكوانتم» لرصد العالم غير المرئى تستخدمه الدول المتقدمة فى الاقتصاد وحتى فى الحروب، وهى أساليب متقدمة عن نظريات أينشتين الكلاسيكية للحركة والتى ترصد حركة الإنسان العادى، وأعطى مثالا لما شاهده العالم خلال حرب غزة عندما استخدم الاحتلال تكنولوجيا «الكوانتم» كالفسفور الأبيض، والدايم وهو عبارة عن ملايين الخناجر المسنونة والحادة متناهية الصغر قادرة على بتر الأعضاء البشرية وتهتكها.
وأشار زويل إلى أن العالم كان يشغله فى الماضى «الجين» أما الآن فهناك «المين»، وهو الرمز الذى يشير إلى السمات الثقافية للشعوب والتى تنتشر بنفس قوة الجينات وتمثل الخواص الثقافية لشعب معين لتساعده على التقدم أو تؤثر فيه فيتراجع.



والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

No comments:

Post a Comment