الصالون الثقافي لعام 2010.....التعليم بين الحاضر والمستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم

اعزائي قراء المدونه,وتحيه طيبه وبعد:

في تمام الساعه الثامنه وربع مساء يوم السبت الموافق 13\2\2010 بدأ الاستاذ اسامه هيكل بتقديم الندوه - او العرس الثقافي الضخم الذي يحدث من عام لعام كما سماه- ببعض الكلمات عن الدكتور زويل منها: وهو رجل,سعت الجوائز اليه ولم يسع هو اليها. نال اكثر من 50 درجه دكتوراه فخريه من مختلف جامعات العالم,موسوعي المعرفه,يحرص علي تخصيص وقت لمعرفه باقي العلوم المختلفه.

بدأت فكره الصالون الثقافي بدايه من عام 2004,وموضوع صالون اليوم هو:" التعليم بين الحاضر والمستقبل".

ملاحظه: النص القادم هو كلام الدكتور زويل ونطقه-وبالتالي كتبته-باللغه العاميه.

-" مما لا شك فيه فيه ان التعليم قضيه كل منزل في مصر والعالم العربي اجمع,وهي قضيه مش سهله,وعايز اقول بعض الافكار اللي جتلي بخصوص القضيه دي".
-
 امريكا بتصرف مبالغ مهوله علي ميزانيه التعليم وان التعليم هو اول اولاويتها وانهم متأكدين ان كل الطلبه هناك مهما كان تخصصها لازم يبقي عندها اساسيات قويه في مجموعه علوم نلخصها في كلمه STEME وهو اختصار ل(Science-Technology-Engineering-Mathematics-Education). لان العلوم دي هي نواه فكر اي انسان عايز يبقي عنده اساسيات تفكير صحيح.

- هناقش بعض الافكار وهبحث عن حلول

.اولا,عايز اعرف التعليم. التعليم انا هعرفه تعريف اكاديمي وتعريف عام. المعني الاكاديمي ليه: هو اكتساب خبره لها تأثير فعال علي العقل,الشخصيه والمهارات المهنيه للانسان.

والمعني الشامل ليه: هو عمليه نقل المعرفه والمهاره والقيم من جيل لأخر وعليه,اصبح التعليم الاساسي من المكونات الاساسيه في اي تشريع من تشريعات حقوق الانسان.

ايضا هناك علاقه واضحه بين التعليم الجيد ودرجه التقدم في الشعوب: سياسيا,ثقافيا واقتصاديا لاي مجتمع.


والتعليم ليه دور كبير في صناعه الحضارات.
فلو بدأت بالحضاره الفرعونيه:
هنلاقي انهم اول ناس توصلت للتقويم الشمسي. وهنلاقي برده انهم وصلوا لماده كيميائيه مش قادريين نتخيل ازاي قدروا يحضروها من الاف السنين من غير معامل او حاجه,والماده دي استحاله تتلاقي زي ما هي كده في الطبيعه من غير تحضير.وده سر عجيب محير يبين دور العلم وقوته في عصر الحضاره الفرعونيه.

بالنسبه للحضاره العربيه:
هنلاقي ان اول واحد وصل لفكره كاميرا التصوير هو الحسن بن الهيثم من خلال تجاربه علي الضوء اللي غرب بني عليها كل نظرياته وحساباته واخترع الكاميرا بيها. لدرجه ان في بروفيسير مصري في جامعه اكسفورد اسمه "صبره" ترجم كل كتب الحسن بن الهيثم. الحسن بن الهيثم عمل حوالي سنه 1000 ميلاديا تجربه تثبت ان الضوء بيخرج من الجسم وينعكس علي الشخص ويحدث التجسيم وتراه العين,وليس كما كان مفترض ان الضوء بيخرج من العين.

وبعدين عصر محمد علي وفكره اللي حقق النهضه. وعصر جيل 52 اللي زويل منهم.............................كل ده يورينا العلاقه بين التعليم المتميز والنهضه.

يبقي السؤال دلوقت: ايه اللي حصل للتعليم,وازاي وصلنا للانحدار ده في مستوي التعليم؟!!!!., وايه اللي حصل للمصريين؟؟؟,وايه اللي حصل لمصر كلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

لو بدأنا من الاول,نلاقي ان التعليم عندنا منقسم ل 3 مراحل,اولهم: التعليم الاساسي.

- عندنا 15 مليون مدرسه حكوميه وازهريه. الدوله بتنفق حوالي 24 مليون مليار بنسبه 2.4 % من متوسط الدخل القومي بما يساوي حوالي 52 دولار في السنه للفرد الواحد.......اسرائيل تنفق 1500 دولار في السنه.

-عندنا الاسر المصريه بتدفع كتير اوي في الدروس الخصوصيه.

-عندنا التعليم الجامعي فيه حوالي 2.2 مليون طالب وطالبه بنصرف عليهم حوالي 500 دولار في السنه للفرد,في الوقت اللي الجامعه الامريكيه بتاخد مصاريف من الطالب حوالي 15000 دولار في السنه.جامعه النيل بتاخد حوالي 10000 دولار في السنه................يبقي السؤال: ازاي الجامعه المصريه بتعيش بالمبلغ الصغير ده,والجامعات الخاصه هيا اللي بتاخد الفلوس؟!!!!!!!.



نيجي لنقطه تاني,البحث العلمي ومشاركه البحث العلمي في الصناعات: هنلاقي ان مشاركه البحث العلمي في الصناعات والاقتصاد الحديث محدوده,ومشاركه البحث العلمي المصري والعربي عامه علي المستوي العالمي محدوده جدا,دا احنا حتي ملناش ترتيب ضمن اول 500 جامعه علي مستوي العالم.

وبالتالي,الناتج القومي من ال-(RND (research and development " التطوير البحثي في مجال الصناعه"-ضعيف جدا,في حين ان اسرائيل تصل لحوالي 80% من اقتصادها معتمده علي الRND والHi-Tech, انما احنا اعتمادنا علي السياحه,قناه السويس,البترول........وهكذا.

وتشخيص ده في اعتقادي

التعليم الاساسي ليه 3 مكونات: المدرسه+المنهج+المدرس. هما دول ال3 حاجات اللي بيعملوا علماء.

1-المدرسه: نلاقي ان البنيه الاساسيه في كتير من المدارس ضعيفه بالاضافه للعمل الشاق اللي بيطلب من الطلاب والحمل الكبير علي المدرسين. عدد الطلبه في الفضل يصل لحوالي 60 واكتر وده عدد مستحيل انه يتفاعل معاه المدرس بالطريقه العلميه الحديثه.

2- المنهج: المنهج ده طريقه وموضوع. الطريقه في مصر هي التلقين ودي اتغيرت في العالم كله. والمواضيع لازم تتغير بحيث انها تلائم العصر اللي بنعيش فيه,اولادنا لازم يعرفوا يعني ايه علوم فضاء و astronomy.

3-المدرس: الحاله الاجتماعيه للمدرس ضعيفه,حتي بالزياده من الرئيس,عشان كده بيتجه للدروس الخصوصيه- وانا علي فكره"الكلام للدكتور زويل برده" افضل استخدام معلم احسن من مدرس. المدرس بيدي الدرس وبس,انما المعلم هو اللي بيعلمك شيء جديد-ده غير ان مفيش تقييم قوي للمدرس.



ودلوقت نيجي لنقطه تاني-تعدد التعليم في مصر:نلاقي عندنا تعليم حكومي,ازهري,خاص,اكاديميات,معاهد. عشان كده بحس ان القوميه العلميه في مصر مشتته.

والنقطه التالته وهي نقطه التربيه والمعرفه: حتي لو ادينا معلومات كتير للطالب,في فرق ما بين ان الطالب ياخد معرفه من المعلومه وانه يحفظ شيء يدخل بيه الامتحان.

وظروف تانيه:فالوضع الاجتماعي للاسره اتغير. نسبه الاسر اللي المرأه هي اللي بتتولي عمليه الانفاق فيها حوالي 30%. وفي ضعف شديد في الاعلام العلمي في وسائل الاعلام المختلفه,دا غير ضعف الدور الحيوي للقيم الدينيه الحقيقيه واستبداله بجمود عقلي وارهاب فكري.

ضعف الثقافه واللغه العربيه: احنا بنخلق ثقافات داخل ثقافتنا. لامانع ان يكون هناك مدارس اجنبيه في مصر ولكن بثقافه عربيه,ولكني لا اقبل وجود جزر في البلد ثبت ثقافات مختلفه.

وانا اري زياده-وليس هذا بنقض كامل-في الاتجاه لناحيه الاتجار في التعليم.

العلاج

1-محو الاميه: لا استوعب في هذا القرن ان هناك 30-40% لا يقرأ ولا يكتب,لذا,لابد من محو شامل للأميه.

2- زياده ميزانيه التعليم وتغيير شامل في المدرسه والمنهج والمدارس. 

3- الغاء الدروس الخصوصيه واستبدالها بمشاركه اهليه تنفق مابين 20-30% من دخلها للتعليم المجاني.

4- تغيير طريقه التدريس جذريا:الطالب لازم يتعلم ان في حاجه اسمها Facts وحاجه اسمها فهلوه. يعض الجرايد بتكتب مواضيع لاتمد لاي شيء حقيقي. لذا, الFacts مهمه جدا في المنهج العلمي.

5- التفكير النقضي Critical thinking: لازم نتبع اسلوب تحليلي في تناولنا للحقائق ذاتها.

6- Hands on: في طريقه الinteractive methods,بمكن الطالب بالطرق الحديثه التكنولوجيه Virtual reality من فهم الموضوع.

7- تدريب المعلمين علي لغه العصر: عن طريق دورات متميزه,تقييم مبني علي اسس عضريه. في امريكا,زياده المرتبات علي قدر الاداء,لايوجد مرتبات متساويه للجميع.

8-فيما يخص القبول في الجامعات: اتي الوقت لالغاء القبول في الجامعات علي سياسه الاعداد,مستحيل ان توجد كليه مثل الطب والهندسه اضيف اليها ضعف عددها.

9- المبالغه الكثيره في الدرجات التقييميه في مصر: ايام تعليمي انا,كان صعب جدا الواحد يوصل ل 82%,دلوقت بنسمع عن 110%. دا حتي في علم الاحصاء,مفيش حاجه بعد ال100%,ازاي احنا اخترعنا 110% دي.

10-ايضا بالنسبه للتعليم الجامعي فيما يخص العلاقه بين الطالب والاستاذ: لازم يكون هناك تمييز. لابد من تقدير وتقييم استاذ الجامعه,لابد من اعاده هيبه الجامعه. الحرم الجامعي لابد ان يرجع منبر للعلم والثقافه والفكر. لما بدخل اي جامعه في العالم,بلاقيها بتشع ثقافه وعلم وليس هناك مكان للمنازعات السياسيه والحزبيه,وهذا لا يعني عدم المناقشه,ولكن يحدث تحت اشراف منظومه جامعيه.

11-ولن يوجد حل الا بمشاركه المجتمع في تمويل الجامعه,لذا,بقاء مجانيه التعليم يعتمد علي مجهود الطالب,والقادر لابد ان ينفق للجامعات الحكوميه. اللي خلاه يدفع 15000 دولار للجامعه الامريكيه,يقدر يدي ولو 2000 دولار للجامعه المصريه.

12-لابد من وجود نظام التمييز الاكاديمي للباحث ورجوع استاذ الكرسي للقسم.

13-اعلم ان وزاره البحث العلمي تعمل بعثات للخارج,ولابد ان يزيد عدد البعثات.والاهم: ان يوجد مكان للعائد من الخارج لتوفير مناخ علمي يكمل فيه. لذا,لابد ان يكون جزء من التمويل للخارج,وجزء عند عودتهم لبلادهم.

14-لابد من اعاده تقييم البحوث العلميه ومشاركه علماء مصر في الخارج. اتي الوقت الذي تضع فيه مصر مبلغ كبير للبحث العلمي لزياده الدخل القومي. وان شاء الله سأضع تلك المنظومه في كتاب سيطبع قريبا.

في الختام,عايز اقول ان عندي ثقه كامله رغم التحديات في قضيه البحث العلمي,الا ان مصر قادره علي صناعه المستقبل. التعليم ليس فقط هو الاكاديمي,الا انه هو مناره الثقافه والتحضر. في تقديري, ان التعليم المتميز يزيح الجمود الفكري. وليس هناك صراع بين الدين والعلم. وعلي طريق العلم والايمان,تبني القواعد الانسانيه مادام هناك ايمان قوي وعقل فكري. وان شاء الله تصنع مصر المستقبل.

-كان هذا هو ماحولت تسجيله من ندوه د.احمد زويل,والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.