بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مؤخرا كتاب الدكتور الراحل / مصطفي محمود والذي بعنوان " حوار مع صديقي الملحد".
هو كتاب اكثر من رائع وادعو من لم يقرأه ان ينهل بعضا من علم ذلك العظيم الراحل والا ينساه من الدعاء بأن تكون جنه الخلد مسكنه.............اللهم امين.
هذا الكتاب يدور حول حوار دار بين د.مصطفي محمود وصديق له, اخذ الدكتوراه من فرنسا وتأثر هناك بالماديات وانكر كل شيء من ثوابت الدين " الحد". فدار حوار بينهم حول العديد من القضايا هي فصول هذا الكتاب وعددهم 9. وهو كتاب صغير حجما كبير علما,لذا لن اكتب خلاصه الفصول كلها لانه يمكن قراءته اكثر من مره في وقت قليل دون الحاجه لتلخيص,ولكني سأكتب ثلاثه او اربعه نقاط اثاروا اعجابي بشكل بالغ في الرد عليهم.
لذا,فأنا اعتبر هذه التدوينه بمثابه دعوه لقراءه الكتاب وليس لقراءه تدوينتي.
لتحميل الكتاب اضغط هنا
فصول الكتاب
4- وماذنب الذي لم يصله القرأن؟ 5- الجنه والنار؟ 6- حكايه الاسلام مع المرأه؟ 7- هل الدين افيون؟
8- الروح؟ 9- هل مناسك الحج وثنيه؟
والان,مع النقاط
المقدمه
مع تطور العلم وسيطره قانون السببيه الماديه علي هذا الكوكب واصبح لكل ظاهره فيه سبب وتفسير مادي له,راجت بضاعه الالحاد وانكار الغيبيات التي لا تري واصبح "العلم" هو القلعه التي يحتمي بها هؤلاء الملحدون. الي ان ظهر اكتشاف الخريطه الجينيه البشريه التي تحوي كل اسرار الانسان من صحه ومرض وطول وقصر وتاريخه كله فتره حياته في خليه صغيره. من الذي كتب كل هذا في تلك الخليه.............فتح العلم نفسه تساؤلات كثيره عن وجود غيب يستحيل انكاره, لتستمر المساءلات والمجادلات .
لم يلد ولم يولد
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال من الذي خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
الله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل.. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
س2: لماذا تقولون انه اله واحد وليس كثر موزعين علي اختصاصاتهم؟
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة
.. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس
الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة ..
نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز
العصبي هو هو في الجميع.
س3: الا يليق بربكم انه يتدخل في كل شيء, يعرف الورقه التي تسقط واشياء لا تليق ان يتدخل فيها اله عظيم؟
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون
الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين
للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيرالتاريخ
بسقوطها التافه ذلك .. فانها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ
كله.
ان كان الله قدر علي افعالي,فلم يحاسبني عليها
س1:
أنتم تقولون إن الله يجري كل شيء في مملكته بقضاء وقدر، وإن الله قدر علينا أفعالنا ، فإذا كان هذا هو حالي ، وأن أفعالي
كلها مقدرة عنده فلماذا يحاسبني عليها ؟ هل باختياري يترل علي القضاء ويفاجئني الموت وأقع في المأساة فلا أجد مخرجاً إلا الجريمة ..
لماذا يكرهني الله على فعل ثم يؤاخذني عليه ؟ وإذا قلت إنك حر ، وإن لك مشيئة إلى جوار مشيئة الله ألا تشرك بهذا الكلام وتقع في القول بتعدد المشيئات ؟ ثم ما قولك في حكم البيئة والظروف ، وفي الحتميات التي يقول عنهاا الماديون التاريخيون ؟
ج:
أنت واقع في عدة مغالطات .. فأفعالك معلومة عند الله في كتابه ، ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه .. انها مقدرة في علمه فقط .. كما تقدر أنت بعلمك أن ابنك سوف يزني .. ثم يحدث أن يزني بالفعل .. فهل أكرهته .. أو كان هذا تقديراً في العلم وقد أصاب علمك ..
ولن يحاسبك الله على قِصر نظررك ولن يعاتبك على طولك ولن يعاقبك لأنك لم توقف الشمس في مدارها،ولكن مجال المساءلة هو مجال التكليف .. وأنت في هذا المجال حر .. وهذه هي الحدود التي نتكلم فيها.. أنت حر في أن تقمع شهوتك وتلجم غضبك وتقاوم نفسك وتزجر نياتك الشريرة وتشجع ميولك الخيرة.
ويؤكد هذه الحرية ما نشعر به من استحالة إكراه القلب على شيء لا يرضاه تحت أي ضغط .. فيمكنك أن تكره امرأة بالتهديد والضرب على أن تخلع ثيابهاا .. ولكنك لا تستطيع بأي ضغط أو تهديد أن تجعلها تحبك من قلبها ومعنى هذا أن الله أعتق قلوبنا من كل صنوف الإكراه والإجبار ، وأنه فطرها حرة ..ولهذا جعل الله القلب والنية عمدة الأحكام
لماا خلق الله الشر
س1:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفى الطفل الوليد ولاالشيخ الطاعن.إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر
ج:
لأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب ..والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعاا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار. وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه
هي الحكمة في سماحه بالشر .ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ..فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة .. وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي
تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.
والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأن يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أن استقام لما رمى.
حكايه الاسلام مع المرأه
س:
ما رايك في حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت؟
ج:
أن الإسلام جاء على جاهلية ، والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ، والرجل يتزوج العشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض الثمن .. فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا وليس تعديدا .. وكان إنقاذ للمرأة من العار والموت
والاستعباد والمذلة .
ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء .
“ وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة “ .. “ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم “
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من حريص كالأنبياء والأولياء ومن في دربهم. أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا عليا .“ وقرن في بيوتكن “ .وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة بيت تفرغ لبيتها ولأولادها ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ .. أتكون أحسن حالا أو أمة النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها يتربون في حضانة امهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدمات .ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة وعملها .. وقد كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات وقد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته.
هل الدين افيون
.س:
وما رايك في الذين يقولون ان الدين افيون ...!! وانه يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم ويحلموا بالجنة والحور العين ..في حين يثبت الاغنياء على غناهم باعتبار انه حق ..
ج:
ليس ابعد من الخطأ القائل بان الدين افيون .. فالدين في حقيقته اعباء وتكاليف وتبعات ..وليس تخفيفاً وتحللاً .. وبالتالي ليس مهرباً من المسئوليات وليس افيوناً ..وديننا عمل وليس كسل ..“ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم “ انما اكل الافيون الحقيقي هو المادي الذي ينكر الدين هرباً من تبعاته ومسئولياته .ويتصور ان لحظته ملكه . وانه لاحسيب ولا رقيب ولا بعث بعد الموت ..فيفعل ما يخطر على باله . واين هذا الرجل من المتدين المسلم الذي يعتبر نفسه مسئولاً عن سابع جار ..
تمـــــــــــــــــــــــــــــــت بحمد اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
رائع يا بدرت
ReplyDeleteتحياتي
عبد الخالق
بارك الله فيك ياهندسه. دعواتك لاخوك امانه عليه
ReplyDeleteوربنا يكرمك ويوفقك
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
انا قريت السر الاعظم من كام شهر كده ..الدكتور مصطفى محمود ده مالهوش حل اصلا .. وموضوع جميل يا بدرت ومستنين المزيد
ReplyDeleteخيرى
ان شاء الله هقرا لما افضي ياحبي. والف شكر علي متابعتك وده اللي متعوده منك.
ReplyDeleteسلام
مجهود رائع يامحمد
ReplyDeleteولا يسعنى الا ان اقول رحم الله الدكتور مصطفى محمودوجزاه الله عنا خير الجزاء وعوضنا الله فى شبابنا من امثالك خيرا