Thursday, September 8, 2011

يوم الهندسة المصرى 2011


بسم الله الرحمن الرحيم

اعزائى قراء المدونه, تحيه طيبه وبعد:

كنت بالامس القريب (6-9-2011) بمعرض القاهره الدولى للموتمرات لحضور فعاليات يوم المهندس المصرى. وهو اكبر تجمع لطلبه الهندسه بجميع جامعات مصر لعرض افكارهم ومخترعاتهم ومشروعاتهم. ويحتل الجزء الاكبر منه ان لم يكن كله, الخريجين الجدد من كليات الهندسه. فنسبه مشاركه الفرق الدراسيه الاخرى بخلاف السنه النهائيه تكاد تكون منعدمه ولكنه ليس ممنوعا.

ففى هذا اليوم او المعرض, يتقدم خريجى كليات الهندسه مسبقا بالاشتراك فى هذا المعرض لعرض مشاريع تخرجهم وافكارهم, ويتناوب رويتها وتقيمها لجنه من اساتذه الهندسه من الجامعات المختلفه, ورأيت بينهم اجانب يقيموا هذه الافكار الثمينه ويناقشوا المهندسين فى اهميتها وكيفيه تنفيذها وما استفادوه منها وما الى ذلك. وهناك مكافئات للمشروعات والافكار التى يعتبرها لجنه التحكيم افضل المشروعات فى المجالات الهندسيه المختلفه المتفق على اشتراكها بالمعرض.

اعجبت بشده بنسبه المشاركه فى هذا المعرض. فرغم ان الاحداث الاخيره قد تنبىء بضعف المشاركه, الى ان مرورى على جميع المشاريع استغرق منى قرابه الثلاث ساعات بسبب الزحام وكثره المشاريع المعروضه. لم اتوقف بالسؤال والمناقشه الى على بضعه مشاريع قليله, لان اغلب المشاريع المعروضه كانت مرتبطه بهندسه الاتصالات وهو المجال البعيد عن تخصصى.

اصبحت بفرحه عارمه وشعرت بأمل منقطع النظير فينا نحن الشباب. ما رأيته من حماس وهمه واصرار وتعاون ومهاره عرض وذكاء واحساس بحب الوطن والعمل من اجله والتفكير فيما يفيده, كلها اشياء تجعل قلبك يرقص طربا بما ترى, وتؤمن اشد الايمان ان شباب هذا الوطن ان منح الفرصه, فلن نحتاج لعقود لكى ننهض. ما اسرع نهضتنا ان وجدنا الاراده السياسيه الصادقه امام الله فى ان ترفع شأن هذا البلد. اللهم عجل بهذا اليوم.

حتى لا اطيل عليكم. سأحدثكم عما رأيت من مشاريع استمتعت بمانقشه مقدميها. رغم انى ما اتذكره ليس بالكثير, ولكن كعادتى, اود ان اسجله فى هذه المدونه, لأنى اعلم يقينا ان لم اسجل هذا الكم القليل, فلن اتذكره فيما بعد.



كان اول مشروع استمتعت بنقاش مقدميه يحمل اسم: Freeway simulator او محاكى الطريق السريع. وهو برنامج كمبيوتر يقوم بالربط بين ابعاد الطريق (طوله وعرضه) وعدد السيارات التى تمر به, وسرعه السيارات ومسافه الامان بين كل سياره واخرى. وهذا البرنامج يقوم بعرض حركه السيارات على الطريق بالمواصفات التى حددتها لتشعر بالازمه المروريه بعينيك, وليس كمجرد ارقام. هذا البرنامج يستخدم للتنبؤ بأزمه المرور. فبتحديد مسافه الامان بين كل سياره واخرى يجب ان يلتزم بها, وعدد السيارات التى تمر فى طريق ابعاده معروفه, يمكن ان تحسب سرعه هذه السيارات. وعندما تم تشغيل البرنامج امامى, رأيت كيف ان هناك صفا من السيارات واقفا لا يتحرك فى انتظار السيارات التى امامه ان تتحرك. وكيف يمكن بتغيير ابعاد الطريق ان تحل هذه الازمه. وكيف يمكن يتغيير عدد السيارات ان يؤثر ذلك على المرور. وكيف ان طول الطريق والسرعه التى تسير بها هذه السيارات يؤثر على الوقت حتى تصل للمكان الذى تريده, ووغيرها من الاشياء الكثيره التى يمكنك منها هذا البرنامج. 

مشروع اخر اسمه: Performance of diesel engine using biodiseil fuel وقام به مهندسون خريجوا هندسه المنيا قسم قوى. هذا المشروع يستخدم زيت الطعام كوقود لمحركات الديزل ويختبر اداءها. فكره ال Biodiseil او الوقود الحيوى موجوده منذ اكثر من ثلاثين عاما. وكانت تعتمد على استخدام الزيوت النقيه المستخرجه من المزروعات والخضروات. وسبب ذلك فى ازمه غذاء لاتجاه عده دول الى زراعه اراضيها بنباتات معينه لاخذ زيوتها واستخدامها كوقود, فقلت انتاجيه الارض الفعليه لانتاج خضروات يستهلكها الانسان. ولكن هذا المشورع يعتمد على استخدام زيوت الطعام المستخدمه والتى تلقى فى المصارف كشىء عديم القيمه, اضافه الى انه يلوث المياه ويكلف كثيرا عند تنقيته من مياه الصرف. فببعض العمليات الكيميائيه, وبعد محاولات استمرت 5 اشهر متواصله ومع قيامهم بالاتصال باساتذه علوم جامعه المنيا والقاهره وغيرهم. استطاعوا الوصول لسلسله عمليات كيميائيه تحول زيت الطعام المستخدم الى زيت نقى وجلسرين كمنتج ثانوى من هذه العمليات والذى يمكن استخدامه فى صناعه الصابون.

اختبر هؤلاء المهندسون الزيت الذى حصلوا عليه وخلطوه بالسولار واختبروا اداء المحرك. وجدوا ان المحرك بزياده نسبه الخلط حتى 60%, تقل نسبه اول اكسيد الكربون وتزداد نسبه ثانى اكسيد الكربون والذى معناه احتراق كامل, ومن الناحيه الاخرى, تزداد نسبه اكاسيد النيتروجين لاحتواء زيت الطعام على نسب من النيتروجين. اضافه الى ذلك, فقد لوجظ ان هذا الزيت يعمل كمزيت Lubricant للمحرك, والذى ادى الى انخفاض صوت المحرك وجعله هادءا بنسبه كبيره جدا.

وهذا المشروع يعتبر ذو فائده كبرى لانه يمكن من الاستفاده من مواد كان مصيرها الى الفناء (زيت الطعام). ولكن تم استخدامها  والحصول منها على وقود يحسن من كفاءه المحرك, وايضا على جلسرين يمكن استخدامه فى صناعه الصابون. وقد رايت الوحده التى ابتدعوها هوءلاء المهندسين وكيف انها بسيطه, بحيث يستطيع كل منزل ان يكون له وحدته التى تنقى زيت الطعام وتجعله يبيع نواتج هذه التنقيه كصابون ووقود, اضافه, الى الحفاظ على البيئه بعدم الحاجه الى تنقيه مياه الصرف من هذه الزيوت الضاره وعدم الحاجه لمعالجتها وتقليل نسبه غاز اول اكسيد الكربون من الجو وهو الغاز الذى له العديد من الاضرار اضافه الى انه سام.
وقد حصلت على وسيله تواصل مع هؤلاء المهندسين وهو عنوان البريد الالكترونى للمشروع. ارجو ممن يرى اهميه هذا المشروع وضروره تحقيقه على ارض الواقع ان يتواصل معهم. عنوان الايميل: biodiesel.team2011@gmail.com 

ايضا رايت مشروعا اصابنى بالذهول والدهشه. فقد رأيت سياره سباق تتنافس فى المسابقه الدوليه Formula. البوستر الخاص بالمشروع عليه لوجوهات الشركات الراعيه لهذا المشروع ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: شيفروليه, جى ام موتورز, مصر للطيران, حمزه اخوان, سولد ووركس وغيرهم. كلف تمويل هذا المشروع 50 الف جنيه. قام به مجموعه تتألف من 20 مهندس ومهندسه بجامعه عين شمس قسم الهندسه الميكانيكيه شعبه القوى. ماهو خارج تصميم الطلاب لهذه السياره هو المحرك فقط والذى استخدموه كما هو. باقى تفاصيل السياره من نظام الفرامل, هيكل السياره, نظام نقل الحركه, نظام المساعدين, نظام التوجيه. كل هذا قاموا بتصميمه وحصلوا على سياره تتحرك وتتسابق دوليا فى انجلترا مع المشاريع المنافسه من جميع انحاء العالم.

تحدثت مع المهندس/ محمد خالد, قائد فريق هذا المشروع وكيف استطاع انجازه. ووجدت فيه مثالا للشاب الذى يعشق هذا البلد. فقال لى, ما كنت ابحث عنه, وما كنت احاول ان ابثه فى روح الفريق الذى معى هو ان نتعلم سويا. ليس للمظاهر والسفر لانجلترا وغير ذلك. فقط للتعلم. انقسمنا الى مجموعه فرق. كل فريق مسئول عن تصميم نظام من انظمه السياره, وفريق كامل مسئول عن التمويل للمشروع. استطعنا انجاز هذا المشروع فى ثمانيه اشهر فقط. قام مركز تدريب راعى لهذا المشروع باعطائنا دورات فى البرامج التى كنا نحتاجها فى عمليه التصميم مثل سولد ووركس. كنت اواجه صعوبات فى الحصول على اجزاء خاصه للسياره ولكن تكلفتها عاليه, فكنت اقوم بتصنيعها فى الورشه. اعتمدت على السولدووركس فى تصميم السياره كامله قبل ان اشرع فى تنفيذها على ارض الواقع. واخيرا, سالته عن خططه. قال لى انه سيكمل فى هذه المسابقه ان شاء الله الى ان يحصل عليها, خطوته القادمه هى القيام ببعض التعديات فى المحرك.

وجدت ايضا اكثر من مشروع خاص بالطيران. اعجبنى مشروع من هندسه طنطا لطائره استطلاع. يشمل المشروع القيام بوضع المعادلات الرياضيه الحاكمه لتصميم الطائره, وعمل نموذج للطاثره, واقلاع الطائره. فكنت ارى فى الفيديو طائره بالفعل تطير لمده نصف ساعه ثم تهبط بسلاسه. وجدت كيف ان القائم على المشروع استطاع بالمعادلات الرياضيه ان يحصل على كافه البيانات الخاصه بتصميم الطاثره مهما اختلفت ابعادها وكيف ترسم تلقائيا على الجهاز. 

رأيت ايضامشروع الحاسه السادسه الذى كتبت عنه فى هذه المدونه منذ عامين. وكم هى سعادتى عندما رايت هذا المشروع يقوم به شباب مصريين بنفس كفاءه الامريكان. وبدلا من ان ارى الفيديو يقوم به ذلك الشخص الهندى فى الفيديو الامريكى, وجدت المصرى يقوم به. لدرحه انى ذهلت وسالته, اهذا الفيديو الخاص بالهندى لتوضيح كيفيه عمل الجهاز, قال لا, انه الفيديو الخاص بنا وانا الذى فيه. رايت الجهاز كما هو.بنفس الفكره التى شرحتها سابقا فى التدوينه السابقه.

هذه هى المشاريع التى تواصلت مع اصحابها فى هذا المعرض الرائع. بأذن الله سأحرص على الذهاب اليه كل عام. فهو يملأك بالامل ويجدد نشاطك ويعلمك الكثير ايضا. ادعو الله ان يرزقنا العمل والاخلاص لهذا الوطن. اللهم امين.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

3 comments:

  1. المهم جدا ان المشارع اللي زي دي تبقي برنامج وبالنسبة لميكانيكاو كهربا اسيوط عندهم فرصة رائعة في برنامج زي الروبوكون واتمني البرامج دي تكتر في كل جامعات مصر لان ده الدافع الرئيسي لعملية التصنيع في مصر

    ReplyDelete
  2. مشروع السياره او الفورملا فعلا يااحمد زى روبوكون بالظبط. انا ذهلت لما شفته. وقلت للشباب حسام ومحمد عمر يعملواه السنادى. والمفروض انهم اخدوا المراجع من الفريق. وربنا يكرم السنادى ونقدر نعمله

    ReplyDelete
  3. احنا خدنا منهم الحاجات وعاوزين نقعد ان شاء الله عشان ناخد بعض القرارات

    ReplyDelete