Sunday, June 19, 2011

ليس من الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اعزائى قراء المدونه, تحيه طيبه وبعد:


قرأت مؤخرا كتاب " ليس من الاسلام " للإمام محمد الغزالى – رحمه الله. يتناول هذا الكتاب بعض القضايا الدخيلة على الاسلام ويحاول بإتباع اسلوب الحوار العقلى المعروف عن الكاتب توضيح كيف ان هذه الامور الدخيلة حرام وكيف لايمكن ان تقبل حتى من باب العقل. ويخص بالذكر فى هذا الموضوع: البدع التى دخلت على الاسلام. 

وينقسم هذا الكتاب الى 6 ابواب هم: الشريعة الاسلامية, أهداف ومناهج – اختراع فى الدين – فى الفكر الاسلامى- من بدع العقائد – بدع العبادات- بدع العادات.

وحيث ان الظاهر من عنوان الكتاب وعناوين ابوابه انها تتناول قضايا اسلامية بحته, إلا ان الكتاب يتناول مواضيع حياتية وليست كلها مواضيع دينية عقائديه مثلا او فقهيه. فهو يتحدث عن قضايا الحياه من منظور اسلامى. وقد وأثرت فى عده اجزاء من هذا الكتاب اود ان اذكرها دائما على الاخص ان لم اتمكن من قراءه الكتاب مره اخرى. لذا, قررت ان اسجلها فى تدوينه بهذه المدونه المتواضعه. والان, مع الموضوع:


هناك احاديث عن احب الاعمال الى الله, فكان بعض الصحابه يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن احب الاعمال الى الله, ولكن الاجابه لم تكن واحده او ثابته, فهذه هى بعض الاجابات:

" الصلاه على وقتها" , " بر الوالدين" , " الايمان بالله ورسوله".
وفى الاجابة عن سؤال أى الاسلام افضل/خير؟ كانت الاجابه: " من سلم المسلمون من لسانه ويده" , " تطعم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"

والكاتب يقول: " هذه اجابات شتى, حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون متجها الى رعايه احوال المخاطبين, فيبرز من العبادات والاداب ما يراه اليق لحياتهم وما يراهم امس الية حاجه, ويسكت عن غيره. ليس تهوينا من شأنه, فقد يسكت عن اركان عظيمه القدر فى الدين تكلفت ببيانها ايات القران او سنن اخرى. والذى يستفاد من هذه الاجابات انه لا يجوز اخذ حديث ما على انه الايمان كله, كما راعت السنن احوال المخاطبين وقد تراعى الاحوال العامه للجماعه.  فعند كلب الكفار وضراوتهم على البلاد, يكون الجهاد افضل من الحج, وعند اشتداد الازمات, تكون الصدقه افضل من الصلاه, وعندما يظهر قصور امتنا فى ميدان الاحتراف والتصنيع, يكون الاشتغال بالكيمياء والحديد احب الى الله من حراثه الارض ورعايه الغنم"

وتحدث الكاتب عن الابتداع فى الدين فقال: " وقد استغل الاجانب ملكاتهم فى هذه الانحاء, فأجاداوا وأفادوا. أما نحن, فبدل من ان نجمد على شئون الدين ونخترع فى شئون الدنيا, قلبنا الايه, فاخترعنا فى شئون الدين ما لا معنى له, وجمدنا فى شئون الدنيا. فطار الناس بين ألارض والسماء وما زلنا ندب على الثرى. ماذا لو اتبعنا فيما انزل الله, وابتدعنا فيما وكل الى عقولنا وجهودنا".


وعن ألاخذ بالاسباب مع الايمان بالله وان كل شيء يقع بقدره سبحانه- استشهد الكاتب بقوله تعالى:

" حتى اذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات". فيقول الكاتب انه مادام ان المولى عز وجل قد ذكر الاسباب التى ينزل بها المطر ويخرج بها النباتات, فهى اشاره الى ضروره الاخذ بالاسباب. وكان من الممكن الا يتم ذكر ذلك. فلابد لكل مؤمن عاقل أن يأخذ بالاسباب وقلبه مطمئن بأنه لن يتم شيء الا بأراده الله عز وجل. فألاخذ بالاسباب لا يعنى عدم التوكل على الله. كما ان التوكل على الله, لا يعنى تركنا للأسباب والاجتهاد فيها قدر الامكان.

وكان الكاتب يتحدث عن اتخاذ القبور مساجد والافعال المحرمه التى تحدث هناك من اللجوء اليهم والاستنجاد بهم وما الى ذلك من المحرمات, ثم ذكر مثلا ذكرنى مباشره بعمليات هدم الاضرحه فى مصر بعد الثوره. فيقول الكاتب" على ان علاج هذه المناكر المبتدعه لا سبيل له الا بإشاعه العلم والخلق وتهذيب العقول والطباع. فإن النبى صلوات الله وسلامه عليه, لم يهدم الاصنام إلا بعد ان مكث عشرين عاما, يعد الامه التى تؤمن بالله, وتكفر بالطواغيت".

وعن بدع الجنائز, ذكر الكاتب بعض البدع مثل الاربعين والذكرى السنويه ما إلى ذلك, وعقب بقوله: " ان هذه التقاليد ينكرها الفهم الصحيح للدنيا, كما ينكرها الفهم الصحيح للدين. وقد فقدت المانيا فى الحرب الاخيره (الحرب العالميه الثانيه) قرابه عشر ملايين قتيل. فماذا صنعت؟ أهالت التراب على موتاها فى صمت, واستأنفت جهادها للحياه فى جد, واستردت ما فقدت من خسائر فى بضع سنين. أما نحن, فإننا نتبع الهالك الواحد بما رأيت. فكيف لو اجتاحتنا حرب بلغت ضحايانا فيها ألالوف؟؟ كم مجمعا للعزاء نصنع؟ وكم زوره للقبور؟ وكم حفلا للخميس الاول, والاربعين, والسنه الاولى؟ لا شك ان هذا الذى يصنعه المسلمون حمق كبير."

وفى موضع اخر, قارن الكاتب بين الاسره المسلمه والاسره الغربيه واسلوب التربيه, فقال: "فمن المشاهد ان الاجانب يمنحون اولادهم حريات كبيره. ومن ذلك أن الاولاد لا يكادون يجاوزون مرحله الطفوله حتى يحملوا تكاليف الحياه ويسألوا عن مكاسبهم التى يبنون بها مستقبلهم. وعلى عسكهم, فإن المشاعر الطريه التى اغرقنا (بضم الالف) بها, اغرتنا بالقعود والتواكل.
أن اسرائيل لم تقارب المليونين من الانفس (وقت كتابه الكاتب لهذا الكتاب) ولكن جيشها هو عدد سكانها من الرجال والنساء عدا الاطفال الرضع. فهل وصلت بعض الدول الاسلاميه التى تربو على اسرائيل اضعافا مضاعفه, الى ما بلغته العسكريه اليهوديه, أم ان النساء والاولاد فى بلادنا يحيون للأكل والمتاع فحسب.

كانت هذه النقاط القليله بعض ما جذبنى من هذا الكتاب الرائع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

4 comments:

  1. ليس من الإسلام موضوع جميل واختيار ف الصميم
    أحب أضيف حاجة معروفة بس أحب أضيفها لمجرد التذكرة
    انقسام أمتنا لجماعات وفرق شيعة وسنة وصوفية.....إلخ
    ليه نفرق نفسنا ونهاجم بعضنا ونكفر بعض وكل فرقة تهاجم الفرق الأخرى وتقسم بالله إنها الفرقة الناجية وإنهم اللي هيدخلوا الجنة والباقي هيدخل النار الكلام ده أنا سمعته بنفسي من أشخاص ف جماعات أولا ربنا اللى بيحاسب عباده مش البشر تانى حاجة هنفرض إنك فعلا على حق وإن فرقتكم هي اللي صح والباقي على خطأ مش يمكن الشخص اللي من الفرقة الأخرى تكون خاتمته أفضل منك وتكون مكانته عند ربنا أفضل منك أتذكر قصة الوثني اللي دخل الجنة فيما معنى القصة قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه فلان هذا دخل الجنة قالو له كيف يارسول الله وهو وثنى قال لهم لأنه نطق الشهادة قبل أن تقبض روحه وذلك لأنه ف إحدى أيام شهر رمضان كان ابنه يأكل ويشرم أمام المسلمين متعمداً فقام هذا الرجل ما يأكله ابنه وذلك مراعاة لمشاعر المسلمين واحتراما وتقديرا لهم وفهم ابنه ذلك وبسبب ذلك التصرف الجميل النبيل أدخله الله الجنة وجعله ينطق الشهادة ف آخر لحظة ف حياته. متخيلين وثنى كان بيعبد الأصنام ومختلف عن عقيدتنا ودخل الجنة إزاى بقى ييجى مسلم ويكفر أخوه المسلم وربنا قال كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة.
    ليس من الإسلام تفريق شمل أمتنا وتقسيم نفسنا لجماعات بدل ما نوحد صفوفنا لأن ده بيدي فرصة لأعدائنا إنهم يثيروا الفتن ليه نفرق نفسنا ونحارب بعض إحنا المسلمين لمجرد إنه بيخالفنى ف الفرقة تاركين القضية الأساسية وهى نشر وتوضيح دينا للآخرين ومواجهة فعلا من يعادينا ومهتمين بأمور ليس لها أصل رسولنا الكريم قلنا تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتي يبقى ليه التفرقة دى ومحيرين نفسنا وإحنا إسلامنا أبسط من كده
    ليس من الإسلام ابتداع طرق ومناهج لابد من إتباعها وإلا كده يبقى إيمانا ناقص ده إن كان صحيح ليس من الإسلام عندما أقوم بنصح أخ أو أخت لي ف الإسلام أنهرها وأعنفها وأوبخها توبيخ شديد وعلى الملأ حتى ولو كانت فعلا ويقينا على خطأ وتقولها بعنف لو كان الرسول عايش ما كان هذا التصرف ليرضيه ولوكان الرسول عايش ما كان عنفها ووبخها على الملأ بعنف وكان فهمها خطأها بالحسنى قال الله تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" صدق الله العظيم ليس من الإسلام حاجات كثير ليس لها حصر وده بسبب عدم فهمنا الجيد لأمور دينا وبسبب كده الأمور المبتدعة انتشرت بكثرة لأننا مش فاهمين وبالتالي مش قادرين نفر ق ما بين الصح والمبتدع الكارثة بجد لما يكون ف ناس رمز للالتزام والدين يتصرفوا بأمور ليس لها سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام أصل والناس تقتدي بيهم بكل ثقة من غير أي شك المهم إن إحنا لازم نحاول نفهم دينا صح علشان نطبقه صح ونعرف نفرق مابين أمور دينا الصحيحة والأمور الأخرى ونفهمها لغيرنا أتمنى أكون مابعدتش عن الموضوع قوى والسلام ختام

    ReplyDelete
  2. سلام عليكم عزيزى القارىء:

    شكرا على تعليقك الجميل. واسمحلى اعلق على تعليقك فى حاجتين. لما ضربت مثل لتفريق الأمه, ذكرت السنه والشيعه والصوفيه. ودى امثله للفرقه حقيقيه, فقد تصل لخلاف فى العقيده. والاولى فى رايى انك كنت تذكر التصنيف بين المسلمين السنيين نفسهم ما بين سلفيين, جماعات, اخوان. ولاحظ انى قلت تصنيف مش تفرقه. فده الاولى فى رأيى اننا ننقده. اما السنه والشيعه والصوفيه فده دور العلماء فى التوعيه بالفرق بينهم, وواجب على العوام انهم يفهموا الفرق بينهم دون تكفير الاخر. فكما ذكرت, لا احد يعلم خاتمته.

    اتفق معاك تماما فى اهميه اسلوب النصح, وفى اهميه اننا نبقى فاهمين دينا صح, خصوصا لما نبقى رمز زى ما ذكرت. وفى موضوع الرمز ده, انا شايف اننا احنا اللى بنصنعه. واحد التحى, بنشيل لقبه اذا كان مهندس او طبيب ونقوله يا شيخ. ان مكنش شيخ هيصدق نفسه وهينصب نفسه امام علينا. بنت انتقبت نفس الموضوع برده. المظهر الدينى الخارجى دا شىء خاص بالفرد نفسه, لا يجعلنى افترض فيه حسن الالتزام. الالتزام يعنى العلم وتطبيقه على نفسه قبل الاخرين. والله اعلم. والسلام ختام

    ReplyDelete
  3. شكرا جزيلا لصاحب المدونة الرائعة جدا

    ReplyDelete
  4. بارك الله فيك اخى الكريم. اتمنى زيارتك دائما والتعرف اليك قريبا. وكل عام وانت بخير بمناسبه عيدالاضحى المبارك

    ReplyDelete