Saturday, March 14, 2009

معلومات في التاريخ الحديث...الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

في ظل الظروف الاحداث التي نمر بها الان وما نشاهده في التلفاز والاخبار وما نري عليه بعض الدول من القوه واخري من الضعف,وخلاف ذلك من امور جعلتني اشعر انه لا يجب ان اعيش هكذا بال ادني معرفه عن التاريخ المعاصر.فقد رأيت ان معرفه التاريخ هي شيء اساسي ورسمي لكل انسان يعيش علي وجه الارض حتي يستطيع ان يجاري الامور وعملا بالجكمه التي تقول" اذا اردت ان تعرف الحاضر,فاعرف الماضي". فالماضي هو الحاضر ولكن الاشخاص التي تقوم بالادوار في كلا الزمنين اختلفت.وهذا هو الفرق.


فسلسله التدوينات القادمه هي محاوله مني لامتلاك الحد الادني من المعرفه في التاريخ الحديث,خاصه تاريخ اوروبا,وسوف اقتني تلك المعلومات من كتب التاريخ المتوافره والمعروفه وسأقوم بقراتها وسأسجل ما فهمته هنا علي مدونتي,ولكن التاريخ غني بالاحداث,فأنا لا ادعي ان سألخص التاريخ في بضعه تدوينات,ولكني سأسجل ما شعرت انه ينقصني من معلومات واود الاطلاع عليه باستمرار.والتاريخ مليء بالتواريخ واسامي الشخصيات,ولكن ليس ذلك ما لفت انتباهي واردت متابعته في هذا الكتاب,ولكن هناك بعض الاحداث التي كانت اول مره اعرفها واوضحت لي العديد من الامور التي لم اكن اعلم عنها شيئا. يتبقي ان اؤكد اني اكتب هذه التدوينه من وجهه نظري فقط حسب رغبتي في رؤيه الامور بالصوره التي افهمها,فأن قرأت هذه التوينه,فلا تعتبر ان هذا هو التاريخ,ولكن كن علي يقين ان هذه الاحداث قد حدثت ويمكنك معرفه التفاصيل بمراجعه الكتب.

كل مؤرخ يكتب التاريخ من وجهه نظره,انا لم اقرأ غير هذا الكتاب الي الان فيما يخص الموضوع الذي سأكتب عنه,فقد يتعارض ذلك مع وجهه نظر مؤرخ اخر ويكون ذلك في المسببات او النتائج,ولكن الاحداث التاريخيه تظل ثابته وهذا ما يهمني وهذا ما اردت تتبعه ومعرفته.

كانت البدايه مع كتاب" تاريخ اوروبا والعالم في العصر الحديث" للمؤرخ الاستاذ الدكتور/عبدالعظيم رمضان, والكتاب ضمن اصدارات الهيئه المصريه العامه للكتاب,وهذا الكتاب هو الجزء الاول من سلسله مكونه من ثلاث اجزاء,يتناول الجزء الاول فيها تاريخ اوروبا في مرحله العصور الوسطي وكيف كانت وكيف انتقلت بها الحياه من حال الي حال وصولا بالقاريء الي نقطه احري يبتديء بها الجزء الثاني الذي لم اقرأه بعد,وبعد هذه المقدمه الغنيه والممله لأي قاريء غيري,سأبدا في سرد الاحداث,والان............مع الجزء الاول من الكتاب:

كانت السمه الاساسيه لاوروبا في العصور الوسطي هي النظام الاقطاعي. حيث ان هناك ملك للبلد,ولابد لهذا الملك ان يكون له جيش وخدمات حربيه وعسكريه لابد من اداءها,فيقوم هذا الملك بتوزيع اراضي الدوله الزراعيه علي اصدقاءه وحاشيته(النبلاء) بحيث يكون هؤلاء المقربون منه املاك واسياد علي تلك الاراضي التي يقوم علي امورها مجموعه من الفلاحين. كان كل سيد/اقطاعي في ارضه هو المالك الحاكم,ولا يجوز لاقطاعي اخر ان يتدخل في شئونه ولكن يجوز للملك فقط ان يلغي هذا الاتفاق بينه وبين الاقطاعي اذا رأي انه اخل بشروطه. وفي ضوء ما ذكرنا,نجد ان الطبقه الاساسيه من الشعب هم الفلاحين.

بالطبع في كل طبقه هناك مئات المطحونين الذين ارغمتهم الحياه علي التحلي بروح الشجاعه والمغامره لانه ليس هناك ما يخافوا عليه. فظهر من اوساط الفلاحين مجموعه مطحونه مقهوره,لم تتحمل هذا الذل للسيد وشرعوا في التفكير في اسلوب جديد للرزق وهو مبادله البضائع(التجاره) ووجدوا انها مربحه ومجديه اقتصاديا وانتشرت تلك الفئه الرأسماليه(التي تسمي ب البرجوازيه) العامله بالتجاره بين الناس واخذ عددهم يزداد وزادت تجارتهم في انحاء اوروبا واستقرت كل مجموعه في مكانها حسب طبيعه عملها,ونظموا لانفسهم نقابات وشرعوا لهم قوانين تحكمهم,فهم الان جماعه منظمه(البرجوازيون/الرأسماليون) ولديهم اموال كثيره.

كانت ايضا في تلك الفتره السلطه المسئوله عن التعليم والثقافه والمتحكمه روحيا في الشعب هي الكنيسه(لا اعلم هل هي الفاتيكان حاليا ام لا),فكما يقولون ان المتحكم جسديا في الشعب هي الدوله ممثله في الملك,والمتحكم روحيا فيهم هو الكنيسه. فكانت الكنيسه هي الطبقه الوحيده المثقفه والتي تعرف الكتاب المقدس وتوجه الناس به,وكانت هي المسيطره علي التعليم الذي جعلته كله ديني,وكانت ايضا لها سلطات في البلاط الملكي واملاك في الدوله.

من اهم سمات الكنيسه في ذلك الوقت تعاونها مع الملك,فكانت تبث في الشعب روح اليأس والذل وكره الحياه وعدم التفكير ومراجعتهم فيما يقولونه لهم,لان ذلك يتنافي وقوه الايمان. فكانت الكنيسه تبث في الشعب النفسيه التي تجعله يسلم امره للملك ظنا منه ان ذلك قربا لله,وبثت في الشعب نظريه الحكم الالهي للملوك(تقريبا معناها ان الملك مفوض من قبل الله للحكم) ولاسرته المالكه. بذلك اصبح الشعب جاهلا,لا يفكر,لا يحب الحياه ويرضي بالذل.

وبالطبع فأن هذه المباديء لا تتناسب مع البرجوازيون الذين يحبون الحياه والمال ويريدون ان يبتهجوا,ويريدوا ان يتعلموا العديد من العلوم التي تزيدهم قوه واقتصادا مثل الحساب والهندسه والاقتصاد وغيرها من العلوم الدنويه التي كانت تحرمها الكنيسه. مما دفع البرجوازيون صراحه الي اعلانهم رغبتهم فصل الدين عن الدوله.

وفور ظهور الطباعه واصبحت الكتب في متناول الناس,واصبح الكتاب المقدس ليس حكرا علي الكنيسه,وبدأ الشعب يقرأه ويعرفوا ان ما كانت تقوله لهم الكنيسه كذبا بأسم الدين وان ذلك ليس من تعاليم الكتاب المقدس وانما العكس,وتزامن ذلك مع رغبه البرجوازيون الشديده في التحرر من سلطه الاقطاعيين الذين يملكون الاراضي وكل المناصب المهمه في الدوله. انتشرت العديد من حركات الاصلاح الديني التي تدعوا الي الالتزام بتعاليم الكتاب المقدس الصحيحه ومن هذه الحركات حركه"مارتن لوثر". وفيما يخص الاقطاعيين والبرجوازيين,حاول البرجوازيون بشتي الوسائل اسقاط هيمنه النظام الاقطاعي مستغله حاجه الملك الي المال,فأخذوا في شراء المناصب الهامه من الملك بحيث يكون للبرجوازيون رأي وقدره علي اتخاذ القرار,وبذلك كان هناك مجموعه من القيادات الاقطاعيه(النبلاء) ذات الشرف والمنصب,واخري من العامه الذين اكسبتهم الاموال تلك المناصب.

ومع العديد من المحاولات في اسقاط النظام الاقطاعي وهيمنته,نشأت فكره الدول القوميه وان يكون هناك ممثلين للشعب كله وليس الملك ومجموعه من الاقطاعيين هم اصحاب القرار,ليس ان يكون الطبقه العليا هم اصحاب القرار وان يظل عامه الشعب عبيد عندهم ملتزمون باوامرهم فقط التي لا تراعي الا مصالحهم.لابد ان يسقط الاقطاعيون وتسقط نظريه الحكم الالهي.


ثم بعد ذلك اتي الكتاب بعديد من الاحداث التاريخيه المتداخله التي لم اعرف فيما تصب وما الهدف منها,ولكني استفدت واضفت الي معلوماتي الاتي:

بعد ظهور الدول القوميه,ولان البرجوازيون(الراسماليون) اساسهم التجاره ويحتاجوا للعديد من المواد الخام والمواد التي يتاجروا فيها,ولان كل دوله تنظر لجارتها. جعل ذلك الدول تغير علي بعضها البعض وتحاول اخدها لتوسيع رقعتها وثرواتها,مما دفعهم الي عقد اتفاقيات لتوازن القوي حتي لا تقوي دوله عن الاخري وتلتهمها, ولكنها كانت تفشل. جعل ذلك ايضا الدول تفكر في الاستعمار خارج حدود القاره. وكانت وجهه نظر الكاتب انه ليس فعلا المناخ وجمال الموقع او محاربه الاسلام هي الهدف من تلك الحروب الاستعماريه,وان كانت جزءا,فهو يري ان الحرب كانت تصاغ بحيث تخدم جميع الاطراف. اما بالنسبه للطبقه العليا: فهدفهم اقتصادي وهو الاستيلاء علي الثروات,واما بالنسبه للشعب: فيبثوا فيهم روح محاربه الاسلام ونصره الصليب وخلافه. فالنتيجه الحرب والاستعمار ولكن كل طرف حارب باخلاص من اتجاه فكري معين,والمهم الاتحاد في تلك المرحله وكل له عقيدته.

مما استفدته ايضا انه بعض الثراء الفاحش للبرجوازيون,ورغبتهم في التحرر اكثر واكثر وعدم فرض سيطره عليهم,جعل ذلك التفكير يتوجه الي التقليص من سلطات الملك ذاته. فبعد ان كان هناك اقطاعيون يتحكمون فيهم ونجح البرجوازيون في التساوي معهم وغلبتهم وجعل الحكم لا يقتصر عليهم,وبعد ان نجحوا في التعامل مع الملك مباشره ولا حاجه للاقطاعيون بعد ذلك, بدأ التفكير في الحد من سلطات الملك ذاته,والتفكير في حكومه للشعب.


حدث صراع قوي بين البرجوازيون الاقطاعيون والنظام الملكي ادت الي انهيار النظام الملكي ونشأه الثوره الفرنسيه ذات الفكر القومي والاجتماعي الجديد واسقاط حق الحكم الالهي للملوك. وكان ذلك في فرنسا وحدها,فهبت الاسر الحاكمه في اوروبا لمحاربه هذه الثوره واخمادها حتي لا ينتقل للدول التي تحكمها ويهب نابليون للدفاع عن مباديء الثوره واعاده تقسيم اوروبا علي اساس هذه المباديء,فتنقسم اوروبا بين النظم الديمقراطيه والنظم الاستبداديه ولكن النظم الاستبداديه تنتصر علي نابليون وتعيد في مؤتمر " فيينا" الذي عقد بعد هزيمه نابليون الاسر الحاكمه الاستبداديه القديمه.


بذلك,اكون قد انتهيت من كتابه ما يهمني من هذا الكتاب,وكان لي ملحوظتان اساسيتان,نبهني لاولهما صديقي" محمد حسن عبدالاه" صاحب هذا الكتاب,واستنتجت الثانيه:

1- ان العامل الاقتصادي هو العامل رقم واحد في دفع احداث التاريخ وليس فكري او سياسي,فنحن قد تعودنا في دراستنا ان هناك طبقه ظالمه مستبده تظلم الشعب وان الشعب المطحون اراد ان يتحرر وتلمس كل سبل الخلاص من ثورات وخلافه الا ان تحرر. ولكننا نري هنا ان هناك طبقه غنيه ظالمه,وان هناك طبقه اخري (البرجوازيون) اردات القوه الاقتصاديه وكانت تفعل كل ما في وسعها حتي يخلو لها الطريق وتحقق طموحها,مستغله ايضا الشعب في تلبيه هذه المطالب وليس بدافع تحرير الشعب من الظلم وخلافه. انما العمليه اقتصاديه بالدرجه الاولي,حتي الغزوات,فهدفها اقتصادي بالدرجه الاولي...........وهذا ما شعرت به ايضا اثناء قراتي للكتاب,وان قرأت كتابا اخر في التاريخ وعرفت وجهه نظر اخري فسأقوم بالاشاره اليها ان شاء الله,اما الي تلك اللحظه,فهذا شعوري عن فكر الكاتب في رؤيته للتاريخ وليس عندي اراء اخري تجلعني احكم هل هذه هيا الدوافع بالفعل,ام ان ذلك فكر الكاتب الخاص.


2- ان اوروبا عاشت فتره سوداء من الظلام والجهل والاستبداد من تحكم الكنيسه العقلي والاقتصادي بهم المستند الي مرجعيه الكتاب المقدس الذي كانوا يسخرونه ليتوافق وطلبات الملك,وفي تلك الفتره نفسها ظهرت حركات تطالب بفصل الدين عن الدوله(العلمانيه). لذا,يجب الا نتعجب حينما نري ان هم الغرب الاول في كل انحاء العالم هو الا يروا حكم له مرجعيه دينيه ابدا,لانهم عانوا من جراء ذلك,وهم ليس عندهم التاريخ الذي نمتلكه(التاريخ الاسلامي) ليروا كيف تمكن الرسول-صلي الله عليه وسلم- من اقامه اعظم دوله في العالم وباقيه الي الان علي اساس ديني. فأنا من وجهه نظري الان شعرت ان هناك فئه من الغرب خبيثه تعرف الاسلام ولا تريد ان تري له مكان في العالم ويحاربونه مستغلين صوره التاريخ الاسود الذي عانوه قبل ذلك ويحذروا الناس من تكرار هذه الصوره دون الاشاره الي صوره ونموذج الاسلام الناجحه,واعتقد انها الطبقه العليا والمثقفه وصاحبه القرار.

واري ان عامه الشعب الغير مثقفين يوافقونهم بتلقائيه لانهم يعرفوا تاريخهم الاسود وفقط,ولا يريدوا تكراره,ولا يريدوا ان يروا هذه الصوره مره ثانيه.

كان الهدف من هذه الاشاره بالنسبه لي هو معرفه ان دوافع العديد من الشباب العالمي المخلص لفكره العلمانيه انه يري فيها السواد,وانه لو علم ان هناك نموذج اخر ناجح ومتفرد,لقلت حدته ومجهوداته في ذلك الشأن,فهو يحارب بالفعل نموذج سيء,ولكن لان العلمانيه كمفهوم عام تنادي بفصل الدين عن الدوله,لذا,فاننا نحاربه.




وفي النهايه,هذه لمحه من كتاب قوامه اكثر من ربعمائه وخمسين صفحه.سطرت هنا ما اردت ان اتذكره دائما,علي امل معرفه المزيد من التاريخ,لتنكشف لي المزيد من الحقائق,والله الموفق,والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

No comments:

Post a Comment