Friday, March 20, 2009

ندوه احمد خالد توفيق

بسم الله الرحمن الرحيم



" ما لا يدرك كله,لا يترك كله".

حبيت ابدأ تدوينتي دي بالجمله دي لمناسبتها للموقف ده. يوم الاثنين اللي فات 16-3-2009 احمد خالد توفيق جه اسيوط. كانت مستضيفاه اسره الحياه بكليه الطب. طبعا المدرج اللي اقيمت فيه الندوه كان بيعج بالجماهير العريضه ليه اللي قروا ليه كل السلاسل اللي كتبها. ولاني عمري ما قريتله حاجه,ولاني فكرت احضر لواحد معرفش عنه اي حاجه غير انه مشهور وليه جمهور وكاتب واستاذ جامعي في طب بنها-قسم المناطق الحاره, حبيت امشي علي المبدأ اللي بدأت بيه التدوينه ده.



قبل ما اتكلم عن الندوه,اتكلم عن الشخص. الشخص بصراحه مش هقول حلو ولا وحش,انا شايف ان احسن وصف ليه انه مميز,مختلف. هو صريح جدا,بيقول بصراحه عن نفسه" انا سيء جدا اجتماعيا" لما سأله واحد هل حياتك الادبيه الطبيه بتأثر علي حياتك الشخصيه والاجتماعيه,كان المنطقي زيه زي اي واحد يقولك لا,انا ناجح في كل المواضيع والمجالات,وحياتي كذا وكذا. وده يفكرني برده بالدكتور زويل لما كتبت هنا في تحليل الكتاب بتاعه" عصر العلم" الجزء الاول والثاني انه كتب عن موقفه مع ساعي مكتب رئيس الجامعه وانه ازاي ارتبك ادامه من الموقف,وكان ممكن يكتم علي الموقف ده اصلا ويكتب نجاحاته وعبقرياته وبس.

ارجع تاني لدكتور خالد توفيق, من ضمن صراحته وشخصيته اللي عجبتني,انه كان مستضيفه اتنين دكاتره في الكليه,واحد وكيل والتاني رئيس الاسره. وكان بيقول" ياجماعه اتفضلوا انتوا طيب,دا وقت عيادات مش عايز اعطلكم ولا اقعدكم غصب عنكم بدافع المجامله",بصراحه الموقف ده عجبني برده...........الخلاصه: اكتر حاجه عجبتني فيه الصراحه.

برده الراجل ده ليه فكر,وبيفكر في البلد وحالها ازاي ورصد ده في روايه اسمها"يوتوبيا" ( انا مقرتهاش), وبيحاول يوصل افكار من خلال قصصه,مش بيكتب وبس.

ارجع تاني لصراحته واسف علي التنطيط ده بس لما بفتكر حاجه بكتبها. الحضور لما كان بيسأله قالوله احنا حسنا ان القصه الفلانيه نهايتها مش منطقيه. كان الرد بتاعه " فعلا, انا زهقت من كتابتها وجبت اخري ومعرفتش اعمل حاجه تاني فيها,فقفلتها بالطريقه دي". وده اللي عجبني فيه,احترامه لفكر اللي ادامه وانه مش عايش في الدور واستغل وجود بعض الناس اللي مبتعرفش تكون رأي و قال لا,ازاي دي روعه...لا,قال حقيقه وصريحه وقويه كمان. وقالنا برده ان الاسلوب ده بيسموه الادباء بأسم مش فاكره,وهو اسلوب قديم من ايام الاغريق لما كانوا بيعملوا مسرحيات ويقعد المؤلف يسرد في احداث ويشبك الدنيا في بعض خالص ويلاقي الموضوع صعب عليه ومش عارف يطلع منه ازاي,يروح مخترع شخصيه عامله زي الاله كده ويقول"فلان مصيره كذا,وعلان مصيره كذا" وبالطريقه دي يبقي خلص المسرحيه وريح دماغه. وقالنا برده ان الاسلوب ده بيتبعه ناس كتير جدا,بس بيختلف المسمي والشكل.

نيجي بقي للندوه. الراجل كان محضر معاه عرضين تقديميين (presentation) جاهزين معاه,واحد عن علاقه الطب والادب,والتاني عن سينما الرعب وقدم العرض الاخير ده في ساقيه الصاوي قبل كده في مهرجان لافلام الرعب هناك.

بالنسبه للموضوع الاول وهو علاقه الطب بالادب,وهل نترك الطب من اجل الادب ام نترك الادب من اجل الطب,ام انه لا خلاف ويمكن التوفيق بينهم. عرض صور لشخصيات كتير جدا كلهم اطباء وادباء برده,وقالنا ان الدكتور علاء الاسواني علي ما اتذكر انه لقي في امريكا رابطه هناك للاطباء الادباء. فده شيء معترف بيه وبديهي جدا في العالم كله, ومن امثله الناس اللي قالنا عليها: ارسطو,سقراط,افلاطون,ابراهيم ناجي,يوسف ادريس,علاء الاسواني,انطون شيكوف,وايضا د.نبيل فاروق بتاع " رجل المستحيل" بس ده كان طبيب في الاصل وترك الطب قبل ما ينشر اول روايه ادبيه فعليه ليه.


بعد كده استعرضلنا بعض مقولات الناس دي عن علاقه الطب والادب وكان من الحاجات الجميله اللي قيلت:

" هناك علاقه وثيقه بين الطب والادب,فكلاهما يتعلق بشيء واحد الا وهو الانسان....احلامه,اماله,..."..........د.علاء الاسواني


كان في برده بعض الاراء اللي بتقول ان الادب بالنسبه للطبيب بيخليك تعيش بشخصيتين مختلفين مما يساعدك علي التوازن النفسي,لانك لو حاسس بفشل في جانب,بتلاقي نجاح في جانب اخر,فبتشوف نفسك دايما ناجح.

وقالنا برده ان اطباء كتير بيعملوا كأطباء عشان يكون عندهم مصدر رزق يمولوا بيه كتابتهم الادبيه.




بعد كده انتقل للمحاضره التانيه بعد استراحه قصيره وهيا عن سينما الرعب. فالرعب مزروع فينا من الصغر,فلو الطفل الصغير صحي من النوم وملقاش امه جنبه بيخاف وبيتكون عنده اول حاجه مرعبه شافها,وهكذا,كلنا جوانا حاجات بنخاف منها من صغرنا ووظيفه فيلم الرعب هو انه بيستفز الحاجات دي جواك بصور واشكال واساليب بتكون في صوره فيلم.

ويختلف الناس بتخش فيلم الرعب ليه. البعض بيستمتع بالرعب,البعض بيحب يشوف اسوأ الظروف ممكن توصل لفين عشان لما يقارن واقعه المرير باللي شافه في فيلم الرعب تحصل عنده حاله من الرضا.

وافلام الرعب تختلف باختلاف نوعيه المشاهدين. فالطبقه الارستقراطيه كانت بتتجاوب مع افلام الرعب اللي واخده صيغه مصاصي الدماء,اما الطبقه الوسطي فكانت مع المذئوبين, وياتي الزمبي في المرتبه الاخيره واللي بتتجاوب معاه طبقه الكادحين.

وانتشرت بعد كده سينما السيارات اللي كانت متخصصه في افلام الرعب وكانت موجهه للحبيبه(بتشديد الباء الاولي). عشان الشاب الكول بيعتمد ان الجيرل فريند بتاعته لما تبقي جنبه في العربيه وتشوف فيلم الرعب ده تقول" يامامي" وتترمي في احضان البطل الهمام.

وبعد كده ظهر الفيلم الامريكي(لان السابق كله كان بريطاني) عالي التكاليف واللي بدأ يخرجه مخرجين كبار جدا ويصرفوا عليه جامد,لدرجه انه في فيلم اتعمل مكياج لوحش فيه بطريقه جديده مبتكره جعلت منظمه الاوسكار تخصص جايزه احسن ماكياج لاول مره وتديها لمصمم الوحش ده.



وشويه كلام تاني عن سينما الرعب,وخلصت المحاضره,وتبعتها مجموعه من الاسئله للكاتب التي لا تسمن ولا تغني من جوع,اسأله فعلا تشل وملهاش لزمه ملهاش فايده,وده كان شيء واضح جدا في الندوه دي الا وهو سوء التنظيم (ولا ننكر فضلهم وجهدهم في استضافه هذه الشخصيه),ولكن فعلا التنظيم كان سيء جدا والاضاءه وحشه. وخلصت الندوه علي كده,استفدت بيها بالحاجات اللي كتبتها هنا,واستفدت اني لازم اقرا كتير في التاريخ والادب,واستفدت انك ممكن تصيغ فكره بأسلوب ادبي جميل مهما كانت الفكره دي بسيطه,بس ممكن تعمل جواها شخصيات واحداث تعبر عنها بأجمل صوره,واستفدت برده ان الادب بينمي الخيال والاحساس.



ولا يتبقي لي الا ان اقول: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

No comments:

Post a Comment