مااجمل العلم,وما اروع الحكمه"العلم صيد,والكتابه قيد",ولهذااحببت التدوين.
فبالعلم تشعر بانسانيتك,تشعر بعظمة الخالق وقدرته, تنمي عقلك ,تبدع...العلم نعمه من الخالق وادعو ان اكون ممن قال الشاعر فيهم:
"سهري لتنقيح العلوم الذ لي من وصل غانيه وطيب عناق
وصرير اقلامي علي اوراقها احلي من الدوكاء والعشاق"
مدونتي,محاوله مني للافاده والاستفاده,وادعو الله بالاخلاص والتوفيق........م/محمد بدرت مصطفي
اعزائي قراء المدونه,سلام الله عليكم ورحمته وبركاته,اما بعد:
كنت قد انقطعت فتره طويله (قرابه الثمانيه اشهر) عن التدوين,وبفضل الله تعالي اعود الي التدوين بموضوع سمعتم عنه كثيرا الا وهو التغيرات المناخيه.
جميعنا نري ان التغيرات المناخيه هي موضوع العصر. ففي كل اخبار العالم نجد هذا الموضوع في الصداره لاهميه ولتاثيره علي جميع سكان هذا الكوكب. والبعض يسمع عن ارتفاع درجه حراره الارض مع معرفه اسبابها والبعض لا. ومن منطلق مجالي البحثي(هندسه البيئه) تطرقت لهذا الموضوع بشيء من التفصيل,فأردت ان اطرحه عليكم لتجديد المياه الراكده بهذه المدونه منذ اشهر عديده وللسبب الاهم وهو النفع العام ان شاء الله.
بدايه: التغيرات المناخيه هي مشكله بيئيه عالميه.وتنقسم المشاكل البيئيه العالميه الي قسمان هما:
قريت في جريده الاهرام كلمه عن مجانيه التعليم وهل هي دي المشكله المسئوله عن فساد التعليم في مصر,ولا مش مسئوله. كان الرد في مقاله للكاتب طارق حجي عن تجربه دوله (فنلندا) واللي بيذكر انها من احسن الانظمه التعليمه في العالم حاليا,واللي ذكر فيها:
"وأثناء حوار مع شخصية قيادية في مجال التعليم في العاصمة الفنلندية سمعت وجهة نظر تقول بأن المشكلة ليست في كون التعليم مجانيا أو بمصاريف, فالتعليم في فنلندا من الحضانة للدكتوراة مجانا( بل ولغير أبناء فنلندا). ولكن المشكلة تكمن في فشل العديد من نظم التعليم في إغراء الكثير من أبناء وبنات المجتمع للتوجه للتعليم المهني لخدمة المجتمع خدمة شاملة متكاملة لا يقدر عليها الجامعيون وحدهم. في هذا الحوار قالت لي تلك الشخصية الابرز في سياسات التعليم في هذا البلد أن أي مجتمع لا يمكن أن يحتاج لجامعيين أكثر من ربع عدد المنخرطين في العملية التعليمية أما الاخرون فيحتاجهم المجتمع كمهنيين مهرة في عشرات المجالات. واذا تمكنت السياسة التعليمية من توجيه الربع أو الثلث(علي الاكثر) للتعليم الجامعي والثلاثة أرباع أو الثلثين للتعليم المهني العصري والراقي فإن المجتمع لن يتلقي فقط مجمل المساهمات المطلوبة لتقدمه وإنما سيتمكن من توفير تعليم جامعي مجاني للمتفوقين والمتميزين.. أما الاغنياء غير المتميزين فتبقي دائما أمامهم بدائل أخري هي همهم وليست هم المجتمع والدولة".
فبعدما انتهيت من كتابه ما اهمني من الجزء الاول من كتاب"تاريخ اوروبا والعالم في العصر الحديث",وفي اطار محاولتي لمعرفه ما لا يجب علي اي فرد الا يجهله عن التاريخ,وبقرائتي للجزء الثاني المليء بالاحداث المهمه والكثيره والتي تلخيصها يحتاج لكتاب اخر لاهميتها,سأكتب هنا بعض المعلومات التي اهمتني,ومن يقرأ هذه التدوينه ويري فيها شيء من الخطأ التاريخي او معلومات اضافيه لابد منها حتي تكتمل الصوره,اتمني منه ان يدونها في صوره تعليق.
حبيت ابدأ تدوينتي دي بالجمله دي لمناسبتها للموقف ده. يوم الاثنين اللي فات 16-3-2009 احمد خالد توفيق جه اسيوط. كانت مستضيفاه اسره الحياه بكليه الطب. طبعا المدرج اللي اقيمت فيه الندوه كان بيعج بالجماهير العريضه ليه اللي قروا ليه كل السلاسل اللي كتبها. ولاني عمري ما قريتله حاجه,ولاني فكرت احضر لواحد معرفش عنه اي حاجه غير انه مشهور وليه جمهور وكاتب واستاذ جامعي في طب بنها-قسم المناطق الحاره, حبيت امشي علي المبدأ اللي بدأت بيه التدوينه ده.
من يومين كده كنت في مكتب دكتور محمود امين-استاذ ميكانيكا الموائع بقسم ميكانيكا,كليه الهندسه,جامعه اسيوط- بناقشه في حاجه كده وكان معايا صديقي-محمود نادي,معيد بنفس القسم- بيستمع للمناقشه. دكتور محمود كلمنا عن جامعات بره ونفسكم تروحوا هناك ولا لا ونعمل ايه عشان نوصل للمستوي العالمي اللي هناك,وقالنا ان في واحد صديقه في امريكا بعتله لنك لفيديو بيوريه فيه ازاي الناس اكتشفت الحاسه السادسه,وقام فاتحلنا اللنك وشفنا الفيديو.
في التدوينه دي انا هشرح ان شاء الله ايه مفهوم الحاسه السادسه اللي توصلوله وهرفق مع التدوينه نفس الفيديو اللي شفته في مكتب الدكتور اللي عرفني الموضوع الشيق ده.
الموضوع ده عن الاغشيه المطاطيه والل اسمها الانجليزي الmembranes.الموضوع ده قيل في محاضره عامه القاها الدكتور احمد حمزه حسيني استاذ الهندسه الميكانيكيه جامعه اسيوط في مدرج دكتور رمضان صادق بالقسم.
الاصل في الموضوع علي حسب كلامه هو الهندسه الكيميائيه واحنا بعد كده استخدمناه في الهندسه الميكانيكيه نتيجه لوجود العديد من التطبيقات التي دعت الي استخدام هذه التكنولوجيا الحديثه الخاصه بالmembranes.
لتصور الmembrane نتخيل القماشه العاديه,عباره عن انسجه مرتبطه ببعضها,لو رمينا علي القماشه دي شويه رمل,مش هيعدوا منها لان الفتحات بين الانسجه ضيقه,بس لو رمينا حاجه اصغر من المسافه بين الانسجه دي هتعديها بسهوله. وهي دي وظيفه الmembrane وهي السماح بمواد معينه بالمرور خلالها وحجز المواد الاخري.
ثم ذكر ان الmembrane عباره عن نوعان من حيث كيفيه اداء الوظيفه وهما:
1-Hydrophopic ومعناه انه يكره السوائل,فهو مشتق من كلمه فوبيا ومعناه كره الشيء. فيحجز السائل خارجه ولا ينفذ خلاله,ولو وضعت ماءا عليه تجد قطرات الماء محتفظه بشكلها البللوري الكروي,لانه لم يتشربها وبالتالي محتفظه بشكلها.
2-Hydropholic وهو يمتص السوائل مثل القطن.
من التطبيقات التي الحت علي استخدام هذه التكنولوجيا التطبيقات العسكريه وتطبيقات الفضاء. ففي التطبيقات العسكريه,نريد ان نصمم بدله يرتديها الفرد بحيث تحجز عنه الاشعاعات الضاره ولكنها في نفس الوقت تسمح بخروج بخار الماء من جسمه حفاظا علي صحته.
بدله التبريد ايضا,حيث يتم التفكير في تصنيع بدله للجنود يكون بها تبريد ذاتي لتتناسب مع انتقاله من منطقه لمنطقه اخري مختلفه في المناخ,وبالتالي دوره التبريد العاديه المستخدمه في الثلاجات ليست هي المناسبه,وكان التفكير في دوره اخري,واننا لو استخدمنا مصدر للطاقه عباره عن خليه وقود fuel cell,ستكون قادره علي امدادنا بالطاقه لمده 8 ساعات,لذا,نريد بدله يستطيع الانسان حملها لمده 8 ساعات دون تعب,ووجد ان الوزن المثالي لهذا هو 5 كيلو جرام فقط يستطيع الانسان حملها 8 ساعات دون تعب. وبالتالي دوره التبريد المناسبه هي الِAbsortion cycle.ولكن وجد ان عيب هذه الدوره انه لابد ان تكون في وضع افقي ولا تتحرك,والا,سيتحرك المحلول من الabsorber الي الevaporator ويسده وتفشل الدوره.لذا,فاننا نحتاج membrane لمنع حدوث ذلك وليتناسب ذلك مع حركه الانسان واستمرار عمليه التبريد بكفاءه.
. ايضا للانسان العادي,فان الجواكت المضاده للمطر والغاليه جدا تكون مطليه بدهان لا يسمح لقطرات الماء بالنفاذ الي الجاكت(hydrophopic) ولكن في نفس الوقت يسمح لبخار الماء بالخروج من خلاله,لذا,فان الانسان عندما يخلع هذا الجاكت لا تجد جسمه يعرق,لانه باستمرار يصرف بخار الماء,وبالتالي لا يصاب بنزله برد عند خلعه.
واما في الفضاء,فحيث ان رود الفضاء في مركباتهم يريدون مياه للشرب وخلافه,وانهم يمكثون في الفضاء فترات طويله جدا تصل لاشهر,كانت الحاجه الي تخفيف حموله المركبه من الماء عاجله لتقليل الوزن وتقليل نسبه الوقود وخلافه. فكانت فائده membrane في انهم يضعون نصيب الفرد في اليوم من المياه وليكن 10 لتر للفرد,وباستخدام تقنيه الاغشيه,يقوموا باسترجاع كل قطره ماء اخرجها الجسم(عرق,....) واسترجاع المياه التي بداخلها وكأن شيئا لم يكن لها.
من الطريف ذكر ان الزير او القله يعتبروا من انواع الmembranes وهي الceramic membranes. لانه في اول الامر عند استخدام الزير لاول مره,بيكون مسامه واسع وسليم,فيسمح للمياه انها ترشح عليه,فلما يعدي عليه الهواء العادي بتاع الغرفه,قطرات الماء اللي علي الزير ده بتمتص الحراره اللي في الهواء وبالتالي لا تتأثر المياه الموجوده في الزير بسخونه الجو. اما بعد كده,ينسد الزير وتنسد مسامه ولا ترشح المياه عليه,فيتأثر جسم الزير وبالتالي المياه التي بداخله مباشره بسخونه الجو,لذا,نجد الزير والقله بعد فتره من الزمن لا يبردوا المياه بكفاءه.
واختم هذه الموضوع بذكر اصل الفكره وهو انه في عام 1600 قام رجل بذبح خنزير,واخذ المثانه ووضع فيها مياه,وجد ان المثانه ترشح ماء وان الماء الساقط منها عذب جدا. لذا قرر ان يضع فيها ماء مالح,وحدث نفس الشيء ونزل ماء عذب جدا...كل هذا جعله يفكر ماذا يحدث,لابد وان هناك ما يحجز الملح عن الماء.ونري الان تطور التكنولوجيا في تصنيع الاغشيه التي تقوم بنفس الوظيفه. وايضا تكمله لنفس النقطه, وجد ان المثانه تحتفظ بالاملاح,لذا في فترات الحر الشديد وفي الاماكن التي لا يستطيع فيها الانسان شرب ماء,تقوم المثانه بحجز الاملاح من الماء الموجود في الجسم وتعيد دوره الماء في الجسم مره اخري,لانه لو قلت نسبه المياه في الجسم تزداد لزوجه الدم وتسبب جلطه.
ومن قبيل المصادفه وتجاذب اطراف الحديث,قيلت هذه المعلومه القيمه وهي ان اللحوم الحيوانيه تحتوي علي 30% من كتلتها solid وان نسبه ال70% سوائل عباره عن بروتينات وخلافه. فعند تجميد اللحم يظل كل شيء فيها كما هو,ولكن عندما نسيح التلج اللي علي اللحمه ونلاقي سائل احمر نزل منها,ده مش دم وحاجه وحشه نتخلص منها,ده السوائل والبروتينات وكل الغذا اللي في اللحمه نزل مع التلج اللي ساح,عشان كده كأننا في الاخر بناكل الياف مش لحم حقيقي. والسبب في الموضوع ده,اننا لما بنجمد اللحمه,بتتكون بللورات التلج بين الانسجه بتاعه اللحمه. لو البللوره دي كبرت عن المسافات بين الانسجه بتقطعها وبالتالي بنلاقي الغذا كله نزل في صوره السائل احمر اللون ده. انما لو البللوره دي اصغر,يبقي مش هتحصل المشكله دي.
حجم البللوره ده بيتوقف علي وقت التجميد. لو جمدناها بسرعه,مش هتتكون بللوره تلج كبيره,اما لو عمليه التجميد طولت,بتكبر البللوره دي وتعمل المشكله.بس لما نجيب لحمه جديد,نحطها في التلاجه الاول,لان الحمه بتكون عند درجه حراره الغرفه اللي هي 25 درجه,فلو حبينا نجمدها من 25 درجه ل10 درجات تحت الصفر مثلا,هتاخد وقت كبير وتعمل المشكله اللي قلنا عليها,انما لما نحطها في التلاجه الاول كده بنوصلها ل 4 درجات ومن غير تجميد,ويبدأ التجميد من 4 درجات ل10 تحت الصفر في وقت صغير,وبكده متحصلش المشكله دي وتفضل اللحمه محتفظه بقيمتها الغذائيه.
الموضوع ده مبيحصلش في الفراخ لسبب معرفوش,بس متعلق بنفس النظريه. واسم الموضوع العلمي الdeep freezing لمن يريد البحث والاستزاده.
في ظل الظروف الاحداث التي نمر بها الان وما نشاهده في التلفاز والاخبار وما نري عليه بعض الدول من القوه واخري من الضعف,وخلاف ذلك من امور جعلتني اشعر انه لا يجب ان اعيش هكذا بال ادني معرفه عن التاريخ المعاصر.فقد رأيت ان معرفه التاريخ هي شيء اساسي ورسمي لكل انسان يعيش علي وجه الارض حتي يستطيع ان يجاري الامور وعملا بالجكمه التي تقول" اذا اردت ان تعرف الحاضر,فاعرف الماضي". فالماضي هو الحاضر ولكن الاشخاص التي تقوم بالادوار في كلا الزمنين اختلفت.وهذا هو الفرق.
من المصطلحات اللي بنسمعها دايما وبتكرر علي مسامعنا مصطلح" السنه الضوئيه". اللي اعرفه انا ان في حاجه اسمها سنه ميلاديه وسنه هجريه. انما ايه هيا السنه الضوئيه دي, وايه اللي دخل الضوء في الزمن.........ده اللي ان شاء الله هحاول اعرضه هنا ضمن سلسله" الثقافه العلميه البسيطه" اللي بحاول اتبعها في المدونه عشان كلنا نعرف اللي المفروض نبقي عارفينه من العلوم,والله الموفق.
الموضوع اللي هتكلم عنه ده من المواضيع اللي بتهمني جدا واللي لمستها اول ما دخلت كليه الهندسه, وزادت معايا في فترات تدريبي في الاجازات الصيفيه في المصانع, ومتوقع انه يزيد معايا اكتر في الفتره الحاليه اللي بعمل فيها معيد في الجامعه الا وهو موضوع العلاقه بين النظري والعملي في الهندسه.
اعزائي قراء المدونه,اليوم بأذن الله سأتحدث عن بعض النقاط المتعلقه بمشروع النهضه(اللي بندعي ربنا كلنا نبقي من المشاركين فيه) في ضوء ما تحدث به الدكتور زويل واخرون في الصالون الثقافي بدار الاوبرا بالاسكندريه. ومن المهم ان تعلم ان ذلك الصالون الثقافي يقام كل عام في السادس عشر من شهر فبراير وهو من التواريخ الثقافيه الهامه كمعرض الكتاب الدولي بالقاهره والذي يقام سنويا ايضا في الحادي والعشرين من شهر يناير من كل عام.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,اعزائي قراء المدونه,تحيه طيبه وبعد:
استوفني علي النت وانا ببحث في موضوع معين حاجه كده عن الثلج والمياه زي ما هنشوف واتضحلي معلومه جميله كان استاذي الدكتور/عبد اللطيف-استاذ الديناميكا الحراريه جامعه اسيوط- اشار اليها مره واحنا في محاضره واخترقت ذهني بس مكنتش مركز اوي ومقدرتش احيط بكل جوانب المعلومه.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,اصدقائي قراء المدونه الاعزاء,تحيه طيبه وبعد:
النهارده هحكيلكم قصه نمله,دي مش نمله سيدنا سليمان-عليه السلام- ولا تعتبر قصه قبل النوم. دي قصه تحفيزيه قويه في الاراده حكاها ليا صديقي الصدوق احمد محمد ابراهيم مرسي-مهندس طيران- في جلسه جميله في نادي المهندسين.
صديقي كان عنده امتحان وكان بيذاكر في الماده وادامه عليها 4 ايام,صديقي وقفت في وشه حاجه في الماده اتخنق قرر انه يسيبها وقام مسك كتاب ثقافي كده يقرا فيه يخرج من حاله الملل اللي هو فيها ولقي القصه دي:
بعد ما خلصنا الجزء الاول من كتاب الدكتور زويل(عصر العلم) واللي بيتناول فيه سيرته الذاتيه,احنا دلوقت بصدد فعل نفس الشيء في الجزء الثاني من كتابه والخاص بالمحاضرات اللي القاها في اماكن عده ومواضيع مختلفه..........ودلوقت نبدأ ان شاء الله.
ذهبت إلى شيخي بعدما انقطعت عنه شهراً كاملاً .. وما أن دخلت عليه حتى رأيت في وجهه بسمة جعلت وجهه كبدر ليلة تمامه .. فقبّلت يده وجلست بجواره .. فربط على كتفي وسألني عن غيبتي طوال ما مضى .. فأجبته بأنني كنت ابحث عن مكان آمن أعيش فيه أيامى الماضية ، فالطغاة أخذوا في ترويع الآمنين .. وتفظيع الراكعين .. وقطع أرزاق المخلصين .. وأسر الشرفاء المصلحين .. حتى أن صاحب لي حمل حاسوبه الخاص به على ظهره ، وكلما حل في مكان فتح حاسوبه ليعمل ، ثم ينتقل إلى مكان غيره ، وهكذا الحال يا شيخي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، أنترك بلدنا ونرحل ؟! .. أين الآمان يا شيخى ؟! لقد علا الطغيان وزاد .. ألا يريدون خيراً لبلدنا ؟! .. وسألته : وماذا بعد كل هذا ؟ ، فنظر إلىّ شيخي فوجد حزناً ما أعظمه !! .. وغضباً ما أشده !! فوضع يده على كتفى بحنان ورفق ، ثم قال :- يا ولدى إن الداعية تتلقفه المغريات ، وتتزين له الشهوات ، وتعترض طريقه الفتن ، والشيطان من خلفه يوسوس بصوته القبيح أنِ اترك مشاقَّالطريق إلى سهلِه ، ودع العمل إلى الكسل وطلِّق الجد وانكح الراحة .. إليك عن هذاالطريق فإن العواقب وخيمة والمنقلب غير آمن .. يا ولدى الثبات من الإيمان، فالمؤمن يستقبل المحن والشدائد بثبات ورباطة جأش وإيمان بقضاء الله وقدره ، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .. يا ولدى لقد قرأت كلمة للإمام ابن القيم ما أروعها :- ( ليس في الكون شيئاً أصعب من الثباتوالصبر إما عن المحبوب أو علىالمكروهات ، وخصوصًا إن امتد الزمان ووقع اليأس من الفرج ، وتلك المدة تحتاج إلى زاديقطع بها سفرها ، والزاد هنا الثبات على حكم الله وقضائه وابتلائه ( .. يا ولدىلا مفر من البلاء والابتلاء على الطريق، ألم يقل ربنا – جل في علاه - : (أَمْحَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَجَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) سورة آل عمران: 142،وقال :- ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) سورة البقرة: من الآية:155.. يا ولدى أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلىالرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في البلاء ..يا ولدىالمؤمنون أصبر الناس على البلاء وأثبتهم في الشدائد وأرضاهم نفساً في الممات ، فلقد عرفوا قدر الدنيا وقصر عمرها ، وأنها عرض زائل ، فلم يطمعوا أن تكون دنياهم جنة قبل الجنة ، وعرفوا أن الابتلاء من سنن الله في الكون ، قال تعالى: ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) سورة الإنسان: 2.. والمؤمن يرجو مثوبة ربه - عز وجل - على ما يبتلى به في دنياه ، بأن يكفر ذنوبه ويمحو سيئات ه، كما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما يصيب المؤمن من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) رواه البخاري ..يا ولدىهيسنة الله في الجماعة العاملة لتمكين دينه .. هو طريق صنعه الله للجماعة المسلمة الأولىفي كل جيل ، إيمان وجهاد ، ومحنة وابتلاء ، وصبر وثبات وتوجُّهإلى الله وحده ثم يجيء النصر.. ثم يجيء النعيم والبلاء بالخير والشر.. يا ولدىإن نصر الله مرتبط بتمسكنا بأوامر ربنا والتزامنا بشرعه ، وعندهاستكون الأمة في موقف العزة والتمكين ..
قلت لشيخي كلامك ما أجمله !! لكن كيف السبيل للثبات على الطريق مع مشاقه هذه ؟ .. قال :- كثيرة يا ولدى .. أولهاسؤال الله التثبيت ، فربك هو الذي يثبتك ويهديك ، قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )سورة إبراهيم : 27 .. وثانيها :- الصبر على الطاعات ، والصبر عن المعاصي ، فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا ، وقد أمر ربنا – سبحانه وتعالى - نبيه بالصبر فقال:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) سورة الكهف : 28.. وثالثها :- ركعتى الليل ، ويقول ابن رجب فيها :- ( الليل منهليرده أهل الإدارة كلهم ، ويختلفون فيما يردون ويريدون ، قد علم كل أناس مشربهم ،فالمحب يتنعم بمناجاة محبوبه ، والخائف يتضرع لطلب العفو ويبكي على ذنوبه ، والراجييلحُّ في سؤال مطلوبه ، والغافل المسكين أحسن الله عزاءَه في حرمانه وفوات نصيبه ) .. ورابعها :- ذكر الله - تعالى- قال - جل شأنه - : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)سورة الأحزاب : 42-41..وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) الذكر وما أدراك ما الذكر يا ولدى .. وخامسها :- الشعور بالفقر إلى تثبيت الله - تعالى - وذلك فليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين فإن لم يثبتنا الله زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها ، ألم يقل ربنا لخير البشر :- ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) .. وسادسها :- ترك الظلم :- فالظلم عاقبته وخيمة وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين والإضلال حظ الظالمين فقال - جل ذكره - : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) سورة إبراهيم : 27 .. وسابعها :- الإقبال على كتاب الله تلاوةً ، وتعلمًا ، وعملًا ، وتدبرًا فالله سبحانه أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد ؛ تثبيتاً للمؤمنين ، وهداية لهم وبشرى ، قال الله تعالى : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) سورة النحل: 102 فكتاب الله هو الحبل المتين ، والصراط المستقيم ، والضياء المبين ، لمن تمسك به وعمل .. وثامنها :- الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة وأهل الخير الذين هم أوتاد الأرض ، ومفاتيح الخير، ومغاليق الشر، فافزع إليهم يا ولدى عند توالي الشبهات ، وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك ، فتوردك المهالك ، قال ابن القيم رحمه الله - حاكياً عن نفسه وأصحابه-: ( وكنّا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت بنا الظنون ، وضاقت بنا الأرض ؛ أتيناه – أي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله عنّا ، وينقلب انشراحًا ، وقوةً ويقينًا وطمأنينةً ) ..
كانت الكلمات تخرج من فم شيخى بثقة ما أقواها .. فقمت من مجلسى وقد تغير حالى من حال إلى أحسن حال .. وأردد :-
عصر العلم هو اسم كتاب الدكتور زويل وهو الشيء اللي بقي حوالينا دلوقت واحنا بنحاول نوصله.
الكتاب بيشمل السيره الذاتيه للدكتور زويل من اول المنشأ لغايه وصوله لجائزه نوبل في جزء واحد من الكتاب, الجزء الثاني من الكتاب بيتضمن بعض المحاضرات اللي القاها الدكتور في كذا مكان وكذا مناسبه.
اللي بعمله هنا اني قريت الكتاب وطلعت منه بشويه حاجات حلوه وجمل استوقفتني زي ما هيا لبلاغتها وتاثيرها الكبير,وكعادتي في المدونه دي بكتب عشان يبقي عندي مرجعيه للاشياء اللي قريتها وارجعلها لما احتاجلها.